تختصر المملكة محطات من التاريخ، باختيارها «هي لنا دار» شعاراً ليومها الوطني الثاني والتسعين، الذي تشارك الشعوب العربية والإسلامية الأشقاء الاحتفال به، عرفاناً وامتناناً بفضل الأيادي البيضاء الممدودة لكل ما فيه خير الشعوب والأمم.
لعل أبرز دلالات شعار الاحتفالات المرسوم الذي أصدره الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود للإعلان عن المملكة بعد انتصاراته في حروب التوحيد التي دشنت تاريخاً جديداً للمنطقة.
كان ذلك الإعلان بداية لزمن مختلف، استقرار وبناء ينعم بهما أهل البلاد، إعادة ترتيب العلاقات في المنطقة على أسس جديدة، ظهور دور مؤثّر للعرب والمسلمين في مشهد دولي بالغ التعقيد.
تعاقبت السلالة المباركة على حمل الراية والمضي بها لتكريس منجزات المؤسس، والإضافة إليها، مع مراعاة ضرورات مواكبة تطورات الزمن والتحديث التي لا تطول جوهر الرسالة.
واصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز طريق أسلافه في السهر على راحة أهل الدار، المضي بالعرب والمسلمين نحو بر الأمان، إغاثة المنكوبين في عالم تهدده الحروب والأوبئة.
ويطل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان برؤية تحديثية تحمل في طياتها جديداً لشعب آمن بحكمة قيادته، بشائر تجاوز المنطقة لأزمات متلاحقة، وتفاعل بناء مع عالم يمر بمتغيرات لا ترحم الغافلين عن تحولاته.
تعهد سموه بأحداث متغيرات في السنوات الخمس المقبلة، انطلاقة جديدة للمملكة، وقوف منطقة الشرق الأوسط في مقدمة مصاف الدول، مع وصول مكانتها في المشهد العالمي إلى ما بلغته القارة الأوروبية.
وفي جعبة سموه الكثير للأماكن المقدسة وزوارها، لا تبدأ بمشروع «رؤى المدينة» لاستضافة 30 مليون معتمر في العام 2030، الطريق الواصل بين جدة ومكة المكرمة، ولا تنتهي بإعادة إعمار مساجد منطقة الجوف.
ظلت الدار كما أرادها أهلها، دار عز ورخاء، وستبقى -بإذن الله- عنواناً لكل ما فيه خير الأمتين، وإغاثة الملهوفين على ظهر البسيطة، ترعاها عينان، إحداهما تنظر إلى الأفق البعيد، وأخرى لا يغيب عنها التاريخ.
** **
- الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح