شهدت مملكتنا منذ إعلان توحيدها في عام (1932م) على يد المؤسس الأول الملك عبدالعزيز -رحمه الله- تحولات استراتيجية في المجالات كلها، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتجلت أبرز ملامحها في ظهور وطننا الكبير بقادته وأرضه ومكانته، وتحقيق وحدته تحت قيادة واحدة، وتقوية لحمة أبنائه واصطفافهم إلى جانب قيادتهم، وتشكُّل نسيج اجتماعي سعودي متنوع الثقافة متَّحد الهدف والغاية، والمضي برؤية مدروسة تحت راية الوطن ورؤيته نحو الاستقرار وإرساء الأمن، والوصول بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة والتأثير في دائرة القرار العالمي.
وبحنكة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وحكمته فتح لوطننا بوابة الاستقرار والنمو الاقتصادي المستمر حتى يومنا، وشهد نهضة متسارعة في مناحي الحياة كلها، تستند إلى أسس وطنية ثابتة، وإرث تاريخي عريق يعتز به أبناء الوطن ويفاخرون به. وكان التعليم ومجالات الثقافة من الأولويات التي عني بها قادتنا منذ التأسيس وحتى اليوم؛ إدراكًا منهم أن أي تحول نوعي لن يحدث ما لم يكن هناك تعليم نوعي وثقافي يستهدف أبناء الوطن كلهم ذكورًا وإناثًا، ويجعلهم يواكبون مستجدات العلم ويسهمون في بناء الوطن بكفاءة ومهنية عالية.
وما تشهد مملكتنا اليوم من تحولات استراتيجية ونهضة اقتصادية وتعليمية وثقافية وصناعية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان صاحب رؤية 2030 هو إنما هو امتداد للأسس المتينة التي وضعها المؤسس -رحمه الله- ويسير عليها ملوكنا خدمة لأبناء الوطن، وتجسيدًا للحرص على رفاهية المواطن وفق أسس متينة.
ومنذ توحيد مملكتنا كان الولاء الوطني لهويتنا وقادتنا هو السمة البارزة في الشعب السعودي الذي لا يعرف غير الوفاء، وصدق الانتماء.
** **
أ.د. منيرة بنت مدعث القحطاني - أستاذ التاريخ وعضو هيئة التدريس بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن