مؤيد خياط
مع بداية عام 2019 طَغَت تَقنيات كثيرة على تطبيقات الهواتف الذكية، وخاصّةً التقنيات التي تَهتم بتجربة المستخدم وتَحسينها؛ حيثُ إن مُطوري التطبيقات كانوا يعانون من بعض الخسائر التي من أهمها (فقدان العُملاء أو المستخدمين للتطبيق) ويكون ذلك غالبًا بسبب الأساليب التقليديّة في تطوير تجربة المستخدم أو التأخر في حل المشاكل التي تواجه مستخدم التطبيق، ولذا في نفس العام انتشرت تقنيات عديدة لتحسين تجربة المستخدم وكانت بعضها تندرج تحت (الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة)؛ حيث إن هناك بعض الأشخاص قام بمحادثة أحد أصدقائه على أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي الشهيرة، وكان ضمن محادثته أن أخبَرَ صَديقَهُ أنه يود إصلاح شاشة التلفاز الخاصة به، انقضت المحادثة مع صديقه بقرار البحث عن محتوى يعلمه إصلاح التلفاز في المنزل من خلال مقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت، وتفاجأ الشخص عند دخوله على محرك البحث الخاص بالتطبيق بوجود اقتراح لمشاهدة فيديو بعنوان (تعلم الآن كيف تُصلح شاشة تلفازك في المنزل)، وكأن شخصًا ما كان قد تجسس عليه أو راقبَه، لكن الموضوع أسهل مما قد تتخيّل، فذلك لا يعني أن هناك من يخترق أجهزتنا أو يتجسس عليها، بل هذه إحدى خوارزميّات الذكاء الاصطناعي المتواجدة في تطبيق لوحة المفاتيح خاصتك (كالموجودة في نظام قوقل أندرويد وآي أو إس)، وتعتمد هذه الخوارزميات على تحليل النصوص التي يتم كتابتها بواسطة المستخدم؛ حيث بإمكانه تقديم مُقترحات لك للإكمال التلقائي للكلمة التالية، أو حفظها لعرضها على شكل مُحتوى في محرك البحث المُرتَبط بلوحة المفاتيح هذه فتظهر لك إما صفحات منتجات قد تحدثت مع شخص ما أنك تنوي شراءها، أو يظهر لك مقطع فيديو متعلق بمشكلة كنت قد كتبتها في إحدى المحادثات أو ما شابه، أو حتى اقتراحات لمواقع الأخبار والصُحُف التي تناسِب المواضيع التي تتحدث وتكتب عنها دائمًا، وكل ذلك بواسطة لوحة المفاتيح الذكيّة هذه، يا له من عالمٍ رقميٍ مثير للدهشة، أصبحت الآلة تفهم شخصياتنا وما نُريد، وتعلم بماذا نفكر في المستقبل، نعم إنها ثَورة الذكاء الاصطناعي.