د.شامان حامد
على موعد يتجدّد وعبق التاريخ حاضر، برؤية للمستقبل، نحتفي بيوم الوطن وسط مشهد عالمي تجتاحه الأزمات الاقتصادية والحروب والإرهاب وشُح الموارد الإستراتيجية والتضخم والمجاعات، التي تلقي بظلالها على بلدان الكرة الأرضية في هذه المرحلة الصعبة، التي منَّ الله علينا فيها بقيادات حكيمة جعلت كل أيامنا جديرة بالاحتفاء لما تحقق ويتحقق من إنجازات ونجاحات كبيرة شغلت الفكر الخارجي والداخلي مُنذ انطلاقها برؤية حالمة طاقاتها العظيمة (أبناء وبنات الوطن) ممن صوبوا المسارات التاريخية وواصلوا المُنجزات الحضارية، وفق التحولات المتسارعة التي تتطلب وجود كوادر وطنية شابة مؤهلة يدفعها الحب والولاء للبلد، لأنهم لا يعرفون المستحيل، ولا ينحنون أمام المعضلات من مصاعب الدنيا ومشكلاتها، فالإرادة القوية موجودة وبصماتها في كل شبر شاهد ومشهود لها على صروح التاريخ.. ولا أدل من تاريخ الأسلاف وما حققه سيدي وولي أمرنا المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيَّب الله ثراه - هو ومن مات من ملوكنا الكرام-، وتوحيده شتات الأرض من مملكة نجد والحجاز، إلى (المملكة العربية السُّعودية)، 1932م، أي 23 سبتمبر، ليكون يوماً وطنياً فيه من العبر ما يجعل هذا الجيل بكل طاقاته وإمكانياته المتوفرة له، فخوراً بأجداده ويسير بثقة نحو مستقبل واعد ورؤية طموحة بقدرة الله سبحانه وتعالى ثم بتلاحمه حول ولاة الأمر وحكومتنا الرشيدة، يد بيد، حتى وصلت فرائده بعد أعوام ليوم الاحتفال (92)، في عهد ازدهار وملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - حفظهما الله.
ينبغي على شبابنا أن يعي ما يُحاك من حوله له أو ما يدور هو في فلكه وسط تلك الأزمات التي أنهكت العالم والجوائح التي أغلت الحدود وأفلست دولاً، وعافانا الله منهم جميعاً بفضل قياداتنا الرشيدة وإدارة الأزمات برؤية وحكمة، ولذلك عليكم أن تكونوا على وعي تام وبصيرة نافذة مستلهمين منجزات رؤيتنا الحالمة وأفكار مُهندسها، وما الأرقام منا ببعيدة، بل وما المشاريع العملاقة ومبادراتنا ومنجزاتنا، إلا دليل على تفوق العقلية السعودية، التي تفوقت على كافة الدول المتقدمة وقادتهم في مجموعة العشرين وأحاطت الدول أجمع بكرمها ومساعدتهم حتى الكبار، لتصل في مصاف المؤشرات والتصنيفات الدولية لمراتب لا مثيل لها.. فكن فاعلاً متفاعلاً لا متفرجًا تلتهمه الأمواج في غفلة من أمرك، حفظ الله وطننا وأعاد علينا أيامنا الوطنية بالخير.