تأسيساً على ما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله، إن اليوم الوطني هو «اعتزاز بتاريخنا، وترسيخ لمكانة هذا الوطن بين الأمم»، متطلعاً « لغدٍ مشرق بالنماء والرخاء.»
يحتفي وطننا الغالي والحبيب والعزيز في هذا اليوم الخالد بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الثاني والتسعين، الذي تم فيه توحيد المملكة العربية السعودية في 21جمادى الأولى1351هـ، الموافق 23 سبتمبر من عام1932م، الذي نتذكرُ فيه عظيم التضحية والجهد الذي قام به المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- لتوحيد مناطق هذه البلاد المباركة، وإرساء قواعدها، فتأسست الدولة السعودية الثالثة دولة عريقة عصرية، التي حققت الأمن والأمان والاستقرار والنهضة لأبنائها ومدت يد العون لكل محتاج والمساعدة لأشقائها في العالمين العربي والإسلامي وأصدقائها من كل شعوب ودول العالم.
وتُعدّ خدمة الحرمين الشريفين من أهم أولويات قيادة المملكة التي يتشرف بها ملوك هذه البلاد الطاهرة، وواجب يتفانون في أدائه تقرباً إلى الله وأداءً لدورهم الريادي والقيادي في خدمة الإسلام والمسلمين. يقول الملك سلمان: «نحمد الله أن أكرم بلادنا بخدمة الحرمين الشريفين، وبما هيأه لنا من عزٍّ وتمكين، وقيم نبيلة، وشعب يعتز ببلاده»، سائلاً الله أن يحفظ البلاد، ويديم عليها الأمن والاستقرار. وفي هذا الصدد يقول ولي العهد: « إن هذه المناسبة العزيزة تستوجب منا حمد الله سبحانه وتعالى على ما أكرم به بلادنا من خدمة الحرمين الشريفين ورعاية الحجاج والمعتمرين والزوار، وهي رعاية تجلت في النجاح الكبير لموسم الحج الأخير والثناء الدائم ممن أكرمه الله بأداء النسك على جهود حكومة المملكة العربية السعودية وشعبها المضياف، وحرصها الدائم على التطوير المستمر للمشاعر المقدسة والخدمات، بما يكفل أداء النسك بكل يسر وسهولة».
نتذكر في اليوم الوطني إنجازات المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، و نستحضر تلك الإنجازات في كافة المجالات، ما يجعلنا نحمد الله على النعم التي لا تعد ولا تحصى علينا في هذا الوطن المعطاء.
وواصل أبناؤه البررة من بعده المسيرة للرقي بالوطن لمصاف الدول المتقدمة. ويتوج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - ملك الحزم والعزم تاريخاً زاخراً من العطاء ليجسد امتداد الدولة السعودية الثالثة، والتي تشهد حركة تنموية شاملة وإنجازات وطنية ترتكز على الشفافية والمحاسبة تتسق مع مؤشرات التنمية الدولية.
إن عراب هذه المرحلة التي تتطلب إحداث تحول شامل يحقق الأهداف الإستراتيجية لامتداد الدولة السعودية الثالثة سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، مستلهم هذا الإرث الزاهر من عهد المؤسس حتى الآن فهو وبرجال من شعبه صنع الرؤية وصاغ الأهداف الإستراتيجية بواقعية ومعيارية تواكب التطلعات العليا للمملكة فهو مهندس المرحلة وقائد النهضة الذي يعتز بوطنه وبشعبه ويعول عليه بثقة صناعة التغيير المنشود الذي أذَهَلَ القاصي والداني بما تم إنجازه في فترة وجيزة.
وبخطوات ثابتة وواثقة ترى ما دوّن في رؤية 2030 يتجسد في الواقع السعودي في كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والترفيهية، وبذلك أصبح للمملكة دورٌ قياديٌّ ورياديٌّ في منطقتها، ومكانةٌ عالميةٌ عاليةٌ بين الدول فأصبحت وهي تحتفل بيومها الوطني من أكبر عشرين اقتصاداً في العالم، فضلاً عن أنها ليست فقط المصدر الأول للبترول في العالم، بل لها الدور الريادي في إحداث التوازن في سوق الطاقة العالمي، وعبر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ما يجسد هذه المضامين بقوله:
«إننا في يوم الوطن نفتخر بما حققه وطننا الغالي من مكانة دولية وإسلامية وعربية، ودورٌ مؤثرٌ في تحقيق الأمن والسلم الإقليمي والدولي ، وإنجازات اقتصادية وتنموية بعمل مؤسسي يهدف إلى تحقيق الازدهار الاقتصادي والأمن الاجتماعي بجهود أبنائه وبناته وبتضافر جميع الجهات الحكومية.»
أبناء وبنات وطني العزيز، إن اليوم الوطني ليس حدثاً عابراً بل يستوجب استحضار أقصى مستوى المسؤولية في الانتماء والاعتزاز بالوطن وتاريخه والحفاظ بكل قوة على مكتسباته ليصبح رمزاً يعبر عن أصالة هذا الوطن وقيمته التاريخية والمعاصرة ويضع الإنسان السعودي في مصاف الدول العريقة لتجسيد مثل هذا اليوم نظراً لما يعنيه هذا اليوم وليستبشر الإنسان السعودي بأن السعودية في هذه المرحلة أشد قوة وأكثر مواكبة للنظام الدولي وانفتاحاً على مختلف حضارات العالم، ولديها نهضة في كافة المجالات.
ولا نغفل تمكين المرأة لتؤدي دورها في تنمية وازدهار ونهضة بلادها، وتحقيق ما رسمته القيادة في رؤية المملكة 2030.
ويسرني في هذه المناسبة أن أرفع التهاني والتبريكات إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسيدي ولي عهد الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- بذكرى اليوم الوطني الثاني والتسعين الخالد المجيد الذي يوضح حجم النعيم العظيم والرخاء الكبير والتطور المستديم في شتى المجالات لبلادنا الغالية المملكة العربية السعودية.
وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم، أن يحفظ ولاة أمرنا، ووطننا الغالي من كل سوء ومكروه، وأن يديم علينا نعمه، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
** **
د. سعد بن سعيد القرني - أستاذ التاريخ السعودي المشارك