إنها دار التوحيد.. والمجد.. والعز.. والأمن.. والرخاء.. والازدهار.. دار كل العرب والمسلمين، وكل من قصدها وحل على أرضها المباركة، التي وحدها وجمع شتاتها، وأرسى قواعدها المؤسس القائد الماجد مجدد العصر.. الإمام الملك عبدالعزيز -رحمه الله تعالى- وحق له ذلك؛ فمقومات الريادة والقيادة اجتمعت فيه وخصه بها المولى جل وعلا، فأهدافه واضحة، وغاياته سامية: توحيد الأمة وجمع كلمتها، ورفع شأنها، وصرف العوادي وأطماع المتربصين بها، حتى صارت دولته المملكة العربية السعودية مضرب المثل في: الوحدة الراسخة، والأمن والاستقرار في جميع نواحيها وأطرافها.. إن بلادنا مفخرة العرب والمسلمين، ودُرّة العالم، وهذه المنزلة والمكانة التي تبوأتها لم تأت إلا بتوفيق المولى، ثم بجهد الرجال المخلصين الذين بذلوا مهجهم، ولم يدخروا جهدا وأولهم القائد المجدد الملك عبدالعزيز.. ومعه رجاله الذين اصطفاهم، واختصهم للقيام بمهام الدولة الفتية، لقد كان للملك عبدالعزيز ـ رحمه الله تعالى ـ نظر ثاقب، وفراسة عجيبة في اختيار الرجال الذين نهضوا بمهام الدولة في وقتهم مع قلة الموارد ومحدودية الخيارات، إلا أن توفيق الله تعالى كان حليف هذه الدولة؛ لسلامة طوية قائدها، ووسطية منهجها، ومن استقراء التاريخ تمثل له ذلك عيانا.. وسيظل التوفيق حليفها بحوله وقوته وهذا واقع مشاهد؛ فكم وكم من الأحداث والمصاعب مرت بالعالم ـ ودولتنا جزء منه تؤثر وتتأثر- تجاوزتها وكانت بردا وسلاما.. إن دارنا المملكة العربية السعودية تسع الجميع؛ بوحدتهم وتآلفهم، وحرصهم على مصالحها، وهو واجب يحتمه الشرع القويم، فكل مسؤول بحسب موقعه عن أمنها واستقرارها ودوام ازدهارها، وترسيخ اللحمة بين مواطنيها وولاة أمرها..
-حفظ الله تعالى- دارنا وأدام عزها ونصرها في ظل قائدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وحقاً إن السعودية دار الجميع، نفخر ونفاخر بها على مر السنين.
** **
- أ. د. فهد بن عبدالله المزعل