تحتفل بلادنا باليوم الوطني الـ92، وفي هذه المناسبة تتجلى أسمى معاني الانتماء للأرض والاعتزاز بماضي الأجداد والافتخار بحاضر الأحفاد، مستلهمين ذلك التراكم التاريخي المتصل عبر الأجيال والمتوارث في ذاكرة كل سعودي وفي وجدانه، فما شهدته بلادنا على مدى عقود مضت وحتى وقتنا الحالي هو ملحمة إنسانية عظيمة أنتجت وطناً عظيماً بدولة راسخة البناء ومتجذرة الأساس، عنوانها التحام الشعب بالقيادة لرفعة البلاد والعباد والنهوض بالوطن إلى مصاف العالم الأول.
لقد أثبتت الشواهد والأحداث المتتالية علو كعب المملكة العربية السعودية وتأثيرها العميق في صناعة القرار الاستراتيجي العالمي، ولاسيما وأنها عضو في مجموعة دول العشرين الأكبر اقتصادياً على مستوى العالم، وللمملكة دورها الكبير في استقرار أسواق الطاقة، فكانت صمام الأمان وقبلة العالم الباحث عن الحفاظ على مكتسباته الاقتصادية في مواجهة الأزمات والتقلبات الناتجة عن العوامل الجيوسياسية. وقد تجلى هذا الدور السعودي العظيم في تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في شهر فبراير الماضي، خلال محادثته هاتفياً مع رئيس الولايات المتحدة جوزف بايدن، الأمر الذي يعكس أهمية الحفاظ على توازن أسواق النفط واستقرارها ودور اتفاق «أوبك+» التاريخي في ذلك. ومحورية الدور الذي تقوم به المملكة، من تكريس الجهود الحثيثة وقيادة التقاربات، لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي، بما يحقق مبدأ التكامل في المصالح بين الدول المنتجة والمستوردة على حد سواء.
كما عكست أرقام الميزانية التي أعلنتها المملكة العربية السعودية مؤخراً وتضمنت تحقيق فائض تجاوز 90 مليار ريال، السياسة الحكيمة التي انتهجتها الدولة في إدارة الملفات الاقتصادية والمالية وتعظيم العوائد التي تسهم في الدفع بمسيرة التنمية إلى آفاق أكثر تطوراً ومواكبة للمتغيرات العالمية في ضوء مستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث كان لهذه الاستراتيجية الطموحة التي أسس لها سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- بالغ الأثر في تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على مداخيل النفط بتقلباتها وتذبذباتها المرتبطة بظروف السوق.
ندرك يقيناً بأن بلادنا تسير في الاتجاه الصحيح وتتعاطى مع مقتضيات المرحلة وفق ما تفرضه مصالحها الوطنية، وتتطلع إلى خلق بيئة استثمارية تنافسية في جميع المجالات، لتكون قادرة على استقطاب الاستثمارات النوعية وخلق قيمة مضافة للاقتصاد، وتدعم التوجهات المستقبلية الرائدة التي يقودها صندوق الاستثمارات العامة في عدة مجالات كالصناعة والسياحة وغيرها، ومن شواهد ذلك مشروع «ذا لاين» العظيم في «نيوم» الذي يشكل مستقبلاً جديداً لنمط العيش للعالم بأسره، بالإضافة إلى مشاريع القدية والبحر الأحمر وآمالا وغيرها الكثير.
ختاما.. نسأل الله أن يحفظ قيادتنا الحكيمة وبلادنا العظيمة وشعبنا السعودي الوفي وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والنماء والاستقرار، وكل عام وأنت يا وطني بخير.
** **
- محمد بن عبدالعزيز العجلان