ها هو اليوم الوطني الـ92؛ وحيث أرسلت ناظريك من الرياض إلى عسير فجازان، ثم تبوك، والحدود الشمالية وصولاً إلى مكة المكرمة فالمنطقة الشرقية، لا تجد إلا مظاهر الرقي والازدهار والحضارة، في كل شيء؛ أبنية عصرية وطرقات آمنة وشوارعَ واسعة منظّمة، وجامعات وكليات ومدارس بأحدث أساليب وبرامج التعليم العام والعالي، ومستشفيات ومراكز صحية بأتمّ النّظم، ومراكز تسوّق متنوعة، وحدائق بديعة في الشكل والمحتوى.
هذه الأعوام الاثنان والتسعون، هي بداية تكوين دولة المملكة العربية السعودية ونشأتها، التي سعى لبنائها بخطوات حثيثة، وعزيمة لا تعرف الهدوء، أو التراخي، ملوك مخلصون، أنبتتهم البيئة البدوية، الذين شربوا من معين قيمها حصافة الرأي والكرم والشجاعة والأنفة وعزة النفس وإغاثة الملهوف، اجتمعوا على كلمة سواء، هي أن يكون هدفهم جميعاً أن تكون راية وطنهم واحدة وصوتهم واحداً، ومصلحتهم واحدة ، فكانت خطط المغفور له الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ، وأبناؤه الملوك من بعده، أن يكونوا تحت مظلة واحدة، هي المملكة العربية السعودية، وعلم واحد يرفعونه مرتفعاً، ليظل شامخاً.
ها هي المملكة العربية السعودية تحتفل في الثالث والعشرين من سبتمبر، باليوم الأعز والأثمن والأغلى، اليوم الوطني الـ92، في هذه الذكرى الغالية، مهيّئة الجميع لتحقيق المستهدفات في رؤية السعودية 2030، التي حفلت بالكثير من المنجزات والتميّز، بدءاً من برنامج التحول الوطني، وليس انتهاء ببرنامج صندوق الاستثمارات العامة.. مروراً ببرنامج الإسكان وخدمة ضيوف الرحمن والاستدامة المالية وتنمية القدرات البشرية وجودة الحياة والتخصيص وتحول القطاع الصحي وتطوير القطاع المالي وتطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، وغيرها الكثير.
ليس من المبالغة القول إن وطننا الكبير المملكة العربية السعودية أصبح من أكثر الدول في العالم إلهاماً وتفرداً في العمل الحكومي المتميز؛ فقد حباه الله بقيادة نذرت على نفسها وشعبها على وضعها في مصاف دول العالم المتقدمة، فنحتت كلمة المستحيل من قاموسها، وجعلت الإبداع والابتكار بوصلتها، لبلوغ طموحاتها، وقد رسخت ذلك في المواجهة الواعية المدروسة لجائحة «كورونا» التي شلَّت جميع مناحي الحياة في مناطق مختلفة من العالم.
وطننا يعيش ماضيه وحاضره بنظرة مستشرفة ومتفحصة للمستقبل، يرسمه بقراراته، ورؤى يخطها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ في ظل متابعة وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ أيده الله ـ.
أسأل الله تعالى أن يحفظ وطننا (المملكة العربية السعودية)، وأن يديم عزه وأمنه واستقراره، وأن يحفظ شعبه وحكَّامه من كل شر ومكروه.
** **
- فهاد بن متعب آل متعب