سرى ليل طويل وبلاد العرب تغط في سبات عميق من الجهل والفقر والمرض والتخلف والظلامية في جميع المجالات لأسباب كثيرة جدًا لعل منها أنها أسباب خارجة عن إرادتهم. لكن حينما امتلك العرب حريتهم وآراءهم تحررت أفكارهم ونهضت أرواحهم من سباتها فامتطى الفتى المغوار عبدالعزيز آل سعود ثبج الصحراء وسرى ليلاً ينهب الأرض بخطواته الواسعة يستنهض الحياة ويستطلع الأمل ويمد بصره إلى الشمس لعلها تشرق من جديد، فهتف الصباح بمولد الوطن السعودي الغالي الذي انتظره طويلاً أبناء الشعب السعودي ليسطروا ملحمة الحياة المعاصرة ويصنعوا معجزة العرب فوق الرمال الذهبية.
تلك قصة حياة الإنسان السعودي وحياة آبائه وأجداده وولاة أموره وكيف نهضوا جميعًا يدًا بيد بعد توفيق الله تعالى لهم وإرادته العلية ليقيموا وطنًا سعوديًا شابًا ناهضًا في مختلف المجالات والميادين الخاصة والعامة بل ويسطر اسمه في المحافل الدولية والمنظمات العالمية.
المملكة العربية السعودية مكتسب السعوديين في العصر الحديث وحظهم من البلدان وقدرهم من الأوطان. قامت حياتهم على الحب الحقيقي للبطل الموحد النشط المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله تعالى- وقامت حياتهم على الولاء لأبنائه البررة من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه.
بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية الغالية التي تحتضن أقدس الأقداس في الدنيا مكة المكرمة الكعبة المشرفة بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة حيث مسجد رسول الهدى صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.
قامت الوحدة الوطنية السعودية على المحبة والسلام والاحترام والتقدير والاعتزاز بين أبناء الوطن السعودي الغالي والحفاظ على مكتسباته وأمنه واستقراره وسيادته ووحدته الوطنية وعدم التفريط في كيانه العظيم.
حاولت قوى الشر العالمي الموجه المناطحة للصخرة السعودية لكنها باءت بالفشل الذريع بحمد الله تعالى وازداد الشعب السعودي الغالي تلاحمًا مع قيادتهم الرشيدة والامتنان لجهود مضنية بذلها رجال الأمن مع غيرهم من القطاعات والإدارات الحكومية المعنية حتى أن يقظة رجل الأمن الأول وهو المواطن السعودي الغالي ساهمت بشكل كبير جدًا في الحفاظ على طريق الخير والسلام والمحبة الذي تسير فيه مراكب الوطن السعودي الغالي ومواكبه في جميع الطرق والمسارات دون خوف أو فزع من أي شيء بحمد الله تعالى.
قصة الوطن السعودي الغالي في يوم الوطن قصة ترويها الأجيال المتتالية لتذكر بعضها بعضًا بالحفاظ على الأمانة الوطنية السعودية العامة والدفع بها إلى الأمام لتسجل أهدافًا مشروعة في الحياة تسابق الزمن مع الفرسان وتحقق الفوز الكبير ومزيدًا من النجاح والتقدم والازدهار والمحافظة على مكتسبات أغلى وطن في العالم.
تحية طيبة لك يا وطني.
عشت يا وطني حرًا كريمًا.
دامت الأفراح والخيرات فيك يا وطني.
** **
أ. د. عبدالرحيم بن محمد المغذوي - أستاذ الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية (سابقًا) المدينة المنورة.