يوم الجمعة الأول من الميزان يوافق ذكرى (92) لليوم الوطني، وسيحتفي الوطن بهذه الذكرى العزيزة، خاصةً وأن عجلة التطوير لجميع مؤسساتنا الوطنية الأذرع الحقيقية للتنمية السعودية الشاملة، تواصل بشكل متسارع وغير مسبوق تنفيذ المشروعات التعليمية والتنموية في مختلف أنحاء الوطن في وقت يمر العالم بأزمات أمنية واقتصادية أعاقت الحراك التنموي بل وأوقفته في بعض الدول، ذلك أن حكومتنا الرشيدة بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، تسعى الى تحقيق جميع المتطلبات بما يكفل عيش المواطن والمقيم في حياة آمنة مطمئنة يسودها التآلف والمودة، في صورة تجسد أسمى معاني اللحمة الوطنية في مملكة الإنسانية.
وتحل هذه الذكرى العزيزة مناسبة سعيدة وغالية على قلوب المواطنين والمقيمين، إذ يفخر المواطن والمقيم على حد سواء بالمنجزات الريادية والنوعية لقائد مسيرتنا العظيم والتي سطرت بأحرف من نور يستضيء بها الجميع عبر أعمال يشهد لها التاريخ، إن المتتبع للمسيرة التنموية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، يجدها تعتمد على الشمولية المستمدة من تنمية الموارد البشرية وبناء الانسان السعودي وفق رؤية طموحة وواعدة تهدف الى إعداد أجيال من الكوادر الوطنية المتخصصة والمؤهلة والمدربة على أعلى مستوى من الخطط والبرامج والإمكانات المادية والميزانيات الضخمة التي خصصت لوضع رؤية (2030) موضع التنفيذ عبر جدول زمني دقيق تتم متابعته في كافة مفاصل الدولة، لتكون المحصلة وطناً ينعم فيه المواطن والمقيم بالرفاهية والنماء ويستظل به على جميع المستويات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والأمنية.
وعندما أطلق الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الأيام الماضية، الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، في خطوة جديدة نحو الريادة وجعل المملكة العربية السعودية مركزاً عالمياً في هذا القطاع. ونحن بكل اعتزاز نفخر بقول ولي العهد الأمين: «إن طاقة وإبداع الشباب السعودي وهواة الألعاب الإلكترونية هما المحرك للإستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، التي تلبي طموحات مجتمع الألعاب محلياً وعالمياً من خلال توفير فرص وظيفية وترفيهية جديدة ومميزة لهم بهدف جعل المملكة مركزاً عالمياً لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية بحلول 2030».
وما هذه المقولة إلا شاهد حي على معمار نظرة سيدي ولي العهد تجاه شباب وشابات السعودية.
وتأتي مشاركة وزير التعليم د.حمد بن محمد آل الشيخ في قمة تحويل التعليم التي عقدت في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، في المدة من 16 وحتى 19 من شهر سبتمبر الجاري.
والتي تهدف إلى إرساء التزام سياسي أكبر تجاه التعليم بوصفه منفعة عامة، ووضع رؤية جديدة للتعليم في المستقبل، حيث تضمنت القمة تقديم الحلول المبتكرة لتحويل التعليم وتلك الحلول إلى واقع ملموس يرمي إلى التعافي من الفجوة التعليمية الناتجة عن آثار جائحة فيروس كورونا، ودعم خطط الدول في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والغايات المتصلة بالتعليم في أجندة 2030، ويوم التعبئة، وهو يوم يقوده وينظم فعالياته مجموعة من الشباب من مختلف دول العالم، بالشراكة مع عدد من أصحاب المصلحة من المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني، ويهدف إلى إيصال رؤية الشباب حول تحويل التعليم إلى صنُاع القرار والسياسات، وإعلان بيان الشباب للقمة، ويوم الحلول، والذي يتم خلاله إقامة الندوات والمحاضرات التي تستعرض حلول تحويل التعليم؛ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وغاياتها المتعلقة بقطاع التعليم، بهدف الوصول إلى شراكات وتحالفات دولية في هذا الإطار، وختمت أعمال قمة تحويل التعليم في يوم القادة الذي يركّز على عرض قادة الدول الأعضاء لبيانات الالتزامات الوطنية لدولهم وعقد عدد من الجلسات رفيعة المستوى حول موضوعات القمة.
وهنا أفخر كمعلم بإنجازات وطني الكبيرة و ما تم في إطار جائحة «كورونا» من بداية الأزمة حتى الآن على مستوى الوطن، ما هو إلا دليل على حيوية القطاعات الحكومية المختلفة من خلال الوزارات المعنية بالأزمة، ويكفي ما حصل في التعليم بشقيه التعليم العام والجامعي فلم تتعطل الدراسة يوماً واحداً، بل كانت جاهزية وزارة التعليم عاليةً جداً وتم تنفيذ الخطة المرسومة من خلال «التعلم عن بعد» ومنصة «مدرستي» التي أصبحت علامة فارقة في المشهد التعليمي السعودي.
إن الوزارة نفذت عدداً من المشاريع التطويرية خلال العام الدراسي الجديد وأبرزها تطوير المناهج والخطط الدراسية، وتأسيس نظام المسارات الجديد للمرحلة الثانوية وتطبيق الفصول الدراسية الثلاثة.
ولاشك أن الجهود النوعية لوزارة التعليم حققت قفزات نوعية أثمرت عن «منصة مدرستي» النموذج السعودي الفريد في تقديم خدمات التعليم الالكتروني لمراحل التعليم العام، والتي صنفت ضمن أفضل سبع منصات عالمية في التعليم الالكتروني.
وهنا تذكرت لحظات «ميمونة» ذات يوم صيفي وأنا على ضفاف وادي حنيفة في حضرة «الدرعية» جوهرة المملكة والعاصمة الأولى للدولة السعودية والتي تضم أكبر مشروع تراثي في العالم «الدرعية» ويحضر التاريخ والإنجاز البطولي العظيم لجلالة الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله، عندما يستمر بيت الحكم في العناية بالدرعية ومنحها الحضور في المشهد التراثي والعمراني العالمي، ويختارها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتكون مقراً لقصر «العوجا»، وهو المكان الذي يقضي فيه الملك سلمان حفظه الله بعض الوقت، ويستقبل فيه عدداً من الرؤساء والملوك، وقد أطلق عليه الملك اسم «العوجا» والذي تم تشييده على طريقة العمران النجدي المميز.
وأخيراً، يبقى أن «الدرعية» وما تمثله رمزية «العوجا» لهذا الوطن العظيم، وأبنائه، رمزية لا تخلو من ماضٍ تليد، وحاضر حازم مشرف، إضافةً إلى مستقبل شاب، يبشر بكل الخير لهذا الوطن الحلم.
** **
بقلم/ سهم ضاوي الدعجاني - مدير مكتب التعليم بالروضة