سهوب بغدادي
كل عام والوطن الحبيب بخير، وعشت شامخًا مزدهرًا طول الأمد، قررت هذا العام أن أبعث تهنئتي بحلول اليوم الوطني السعودي 92 بعد انقضاء المناسبة، نظرًا لتزاحم العبارات التي تختلج النفس عند التفكير في حب الوطن فقد تخذل الكلمات الشخص ولكن يبقى ما في القلب مكنونًا بعناية، إن ما رأيناه من مظاهر احتفال بهذا اليوم تسر الخاطر، سواء من أهل الوطن، أم من الدول الأخرى، فكانت البهجة عنوان ذلك اليوم وما قبله وما بعده، المملكة العربية السعودية وطن الجميع، وذلك ما أثبتته خلال مسيرتها على مر الزمان، فلا تزال المملكة تهرع لمساعدة الجار وتتلمس احتياجات المحيط، كل ما سبق وأكثر شغل في قلوب الشعوب حيزًا ومكانة رفيعتين، في هذا النطاق، شددت وزارة التجارة على منع استخدام علم الدولة وشعارها وصور القيادة والمسؤولين وأسمائهم على المنتجات التجارية في كافة الأوقات بما فيها اليوم الوطني، بهدف حفظها من الامتهان أو التخلص منها بشكل غير لائق، أما بيع العلم فهو نظامي، من هنا وجدنا ظاهرة دخيلة على المجتمع ألا وهي سرقة الأعلام! فكيف بالشخص أن يسرق ما يحتوي على لفظ الجلالة؟ إنه أمر غير لائق فعلاً، فأتمنى أن يتم إدراج هذه المخالفة ضمن المحظورات في هذا اليوم وكل يوم، كما شاهدنا ظاهرة انتزاع الأغراض قهرًا من داخل السيارات، وكلمة انتزاع مجرد تلطيف لمعنى سرقة للأسف، لذا وجدنا الشاب الشهم «بطل اليوم الوطني» الذي أعاد الغرض لصاحبته مع «غض البصر» تلك هي شيمنا، وما خالفها فليس منا، أما عن اللعب بالمياه ورش المارة والمحتفلين بها فهو أمر يدخل في الإهدار والشغب ولن أتطرق له لأن الجميع يعلم فداحته منذ الصغر ولكن تم التغافل عنه، فضلاً عن المشادات والمشاجرات وغيرها من المشاهد غير الحضارية التي تستحق أن نراها في خانة «تم القبض»، إن الأساس هو الاحتفال وليس الشغب والخروج عن الطبيعة، وعلى الرغم من تواجد هذه الفئة إلا أن فئة أكبر تتسم بالرقي والخير، فعندما علت أصوات تكبيرات الأذان هرع الجميع لإغلاق أصوات الأغاني إجلالًا وتعظيمًا واحترامًا لكلمة الحق، فكل عام وأنتم بخير وأفضل وهذا الوطن في سعة ورخاء وأمن.