أحمد المغلوث
يوم الخميس الماضي كان يوم بلادي و يوماً غير عادي. ومع إشراقة أشعة شمسه الدافئة انتشر اللون الأخضر في أعلامه التي كانت ترفرف في كل مكان تقريباً على أعمدة النور في الشوارع وفوق المباني والمتاجر وحتى بعض المزارع, فخلال توجهي للمشاركة في معرض أصدقاء السعودية وكان سائق سيارتي قد سلك بنا الطريق الذي يعبر من خلال عين أم سبعة وبلدة الشقيق مروراً ببلدة الجليجة ودوار بلدة الجرن مروراً بمناطق سكنية جديدة كانت فيما مضى أشبه بالصحراء القاحلة وإذا بها زاخرة بالفلل والبيوت. وعلى مقربة منها كان جبل الشعبة الشهير والذي شهد بالقرب منه (معركة كنزان في المنطقة الممتدة من حدود قرية الكلابية جنوباً -إلى الجرن شمالاً- ومن نهاية مزارع الشعبة غرباً إلى عمق 5 كم شرقاً -والتي تسمى البريقة حالياً, ومن ضمن المنطقة مخطط الصفا الحالي ومزارع البريقا الحالية.
وفي أحضان الجبل بدأت حدائق ومسطحات خضراء وفوق تلال الجبل تم تنفيذ مشاريع سياحية. وشاهدنا «التلفريك» المعلق والذي سوف يصار إلى تفعيل عمله ضمن خطط وبرامج قادمة. وصلنا لجبل قارة الشهير بعد عبور وسط مدينة الكلابية والمقدام ومن ثم بلدة الحليلة وأخيراً وصلنا للجبل والذي تمددت أطرافه في مختلف البلدات المحيطة به والتي شكلت عقداً من المباني حوله وهي تحتضنه بحب على الرغم أن مباني كل من (القارة والتويثير والداالوه والتهمية) تكاد تخنقه ولو استطاعت لالتهمته بشغف كما التهمت ومنذ عقود مئات الآلاف من البساتين والمزارع التي كانت على امتداد مد البصر أما اليوم مثلها مثل مئات الآلاف من المزارع وبساتين النخيل المحيط بمدن وبلدات وقرى الأحساء وغير الأحساء وهي ظاهرة عالمية في عالمنا العربي.
وقبل وصولنا إلى مركز الاحتفالية مررنا بمشروع تطوير السوق الشعبي ومن النظر إليه شعرت بسعادة كبرى أن تحقق لهذه البلدات سوقٌ متميزٌ تصميماً وظفت فيه جوانب من معمار المنطقة.. هذا وازدانت مباني الشركة التي تقوم باستثمار الجبل بأعلام الوطن والبوسترات الكبيرة التي طبعت فيها صور القيادة وشعار اليوم الوطني «هي لنا دار» نعم إنها لنا دار وسوف تستمر هذه الدار «الوطن» شمساً مشرقة لا على الوطن فحسب ولكن على العالم أجمع, فكيف لا وهي موطن الإسلام والسلام ونور الإسلام أشرق فيها حاملاً للعالم رسالة الدين الإسلامي للبشرية جمعاء.. فيحق لنا أن نفخر ونعتز قيادة ومواطنين بما حققته دارنا. وطننا الحبيب من إنجازات جعلت الوطن وطناً عملاقاً بات يشار له بالبنان من بين أفضل وأميز الأوطان على مر الزمان.
ولنا الفخر أن نقول ونكتب ذلك. فيد الوطن الممدودة بالخير لمن يحتاج لمساعدة ما. تجدها أسرع يد تمتد إليهم بالمساعدات والإغاثة بل خدماتها الإنسانية ومن خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. بات أيضاً شمساً مشرقة بالخير والعطاء. وبالتالي فهو وبكل شفافية وتقدير يستحق جائزة عالمية لما قدمه ويقدمه دائماً من عطاءات ومساعدات في الشرق والغرب والشمال والجنوب بل إن هذا المركز يتعامل إنسانياً بعيداً عن العنصرية أو الدين..
فالحمد لله أن وطننا. دارنا بخير ولدينا قيادة محبة لوطنها ومواطنيها وتتعامل مع الجميع باهتمام.. منذ بدايات التوحيد إلى الثاني والتسعين والوطن يعمل في صمت.. ولا يخفى على أحد أن ما وصلت إليه دارنا دار العز فيما ما حققته من إنجازات يعود لقيادة حكيمة باركها الله.. وعملت بحب مع مواطنيها مشكلة يداً واحدة فريدة وقوية على مر الزمن. وكل عام ووطننا وقيادتنا بألف خير وخير.