إيمان حمود الشمري
الأخضر هو شعارنا، لوننا.. قدرنا.. فالوطن إنجازات وليس شعارات..
أتابع الوطن عن بعد من الصين، أطارد أخباره، حساب تعييناته.. استوقفني تعيين مدير تنفيذي للهيدروجين الأخضر في السعودية لدى شركة أكوا باور العالمية أحد استثمارات صندوق الاستثمارات العامة، وقد تزامن هذا الخبر مع إحدى المحاضرات التي حضرتها هنا في الصين عن (الحياد الكربوني) ووجدت أن الخطوات التي تتخذها السعودية والصين بهذا الشأن تتكاتف من أجل الحفاظ على البيئة ومكافحة التلوث والتقليل من انبعاثات الكربون.
إذ دخلت نيوم في شراكة مع «إير بروداكتس» و»أكوا باور» بقيمة 5 مليارات دولار لبناء منشأة لإنتاج الهيدروجين في نيوم بطريقة صديقة للبيئة، لتوفير حلول مستدامة ولمواجهة تحديات التغيّر المناخي من خلال حلول عملية لتخفيض الانبعاثات الكربونية، وقد تم اختيار مدينة نيوم تحديداً كونها تتمتع بموقع إستراتيجي للطاقة المتجددة، التي سيتم تحويلها إلى هيدروجين أخضر بتقنيات تستخدم لأول مرة في العالم، لتصبح نيوم بعد ذلك لاعباً أساسياً في سوق الهيدروجين العالمي.
وقد تعهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في كلمة مسجلة خلال فعاليات مبادرة السعودية الخضراء، بأن تصل السعودية، أكبر مصدر في العالم للنفط، إلى صافي انبعاثات صفري بحلول 2060، وأن ترفع هدفها السنوي لخفض انبعاثات الكربون بأكثر من أربعة بالمئة من المساهمات الدولية عبر مبادرات تشمل توليد 50 بالمئة من احتياجاتها من الطاقة من مصادر طاقة متجددة بحلول 2030 وزرع مليار شجرة في بلد طبيعته صحراوية.
كما تتطلع المملكة إلى استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والغاز الطبيعي، لإنتاج الهيدروجين لتصبح واحدة من أكبر المصدرين في العالم، حيث يُنظر إلى الهيدروجين على أنه مفتاح التحول العالمي للطاقة لأنه ينبعث منه بخار الماء فقط عند الاحتراق مما يجعله أنظف من الوقود الأحفوري مثل النفط والفحم.
وهكذا تستمر خطوات المملكة بإنجازات لافتة للحفاظ على البيئة والمساهمة في خفض درجات الحرارة، حيث سيكون مشروع الهيدروجين الأخضر نقطة انطلاق المملكة العربية السعودية في صدارة دول العالم في إنتاج وتصدير الطاقة الخضراء.