«الجزيرة» - الاقتصاد:
أوضح صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالعزيز بن عياف أمين منطقة الرياض أن سرعة النمو في الرياض لن تتم لولا وجود بنية تحتية قادرة على الاستيعاب، وهي بصمة «سلمان بن عبدالعزيز»، مشيراً أن الرياض تعد كرت الرهان للمملكة على مستوى العالم في المشاريع الكبرى.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «مستقبل الرياض الواعد وتحولاتها لقيادة التنمية»، التي عُقدت اليوم في الرياض ضمن معرض «مشروعات مدن متميزة في عهد خادم الحرمين الشريفين»، المقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله. واستهل سمو الأمين بلمحة عامة عن بدايات الرياض وما وصلت له الآن من تطور ونماء قائلاً: «في منتصف القرن الماضي كانت الرياض مدينة صغيرة محاطة بجدران، وكان فيها الحلل والحواري والساحات، ودورها محصور على المحيط المباشر لها، إلى أن جاء قرار الملك سعود بنقل المهام الإدارية من جدة إلى الرياض، وعلى إثر ذلك نُقِلت الجهات الحكومية إليها، مما أسهم في صناعة اقتصادها». وأضاف: «في الخمسينيات من ذلك الزمن، بني حي الملز، وكان اسمه حي البحر الأحمر، وعُرِف بالكثافة السكانية، وفي السبعينيات انتقل دورها من مستوى المدينة للمستوى الإقليمي، وفي نهاية السبعينيات تغير مخطط الرياض وأصبحت هناك السفارات والجامعات والمطارات، والطرق الدائرية، ونشأت بنية تحتية بشكل عام، وأيضًا تغيرت فكرة إدارة المدينة في الخمسينيات». وتأسست البلدية القروية ثم هيئة تطوير مدينة الرياض، واليوم تأخذ الرياض نسبة 20 % من مساحة المملكة، و25 % من سكان المملكة. وعرّف الأمين فيصل بن عياف مصطلح «أنسنة المدينة» والعلاقة بساكن الرياض، موضحاً أن الرياض المعاصرة تنقسم إلى مرحلتين: ما قبل الرؤية، وما بعدها. فما قبل الرؤية هي نموذج تقليدي لبناء المدينة، وهو ناجح في التعامل مع ذلك الوقت، فأصبحت المدينة هي ردة فعل النمو السريع، وواجهت الرياض تحدياً كبيراً، فأصبحت تلاحق النمو لتقديم الخدمات، ورياض ما بعد الرؤية، حيث التنمية هي ما يقود النمو وتحقيق جودة الحياة، فالرياض تعد كرت الرهان للمملكة على مستوى العالم في المشاريع الكبرى، وهناك مثال واضح لكيفية أن التنمية هي ما يقود النمو، فهناك مشروع الرياض الخضراء الذي يضم 4000 حديقة ومتنزه في مدة وجيزة، ومشروع حدائق الملك سلمان الذي كسر العرف في أن الحدائق تكون وسط المدن وليست على الأطراف، وهي الآن تعد 7 أضعاف «الهايد بارك», ولدينا أيضًا مشروع المسار الرياضي الذي يمتد من وادي حنيفة حتى وادي السلي، وهناك مشاريع قادمة تخدم الأجيال اللاحقة.
وأشار إلى أن »الطراز السلماني المعماري» هو تراث وأصالة الرياض وقيم الرياض الأساسية ويجمع بين الأصالة والحداثة، فالرياض من أكثر المدن العالمية في سرعة النمو في المشاريع الكبرى والبنية التحتية، فمنذ عام 1950م حتى اليوم، لا يوجد سوى مدينة أو مدينتين تتفوقان على الرياض بالسرعة هذه.
وثمّن «ابن عياف» دور المرأة في أمانة الرياض، مستشهداً بما ذكره صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- أن المرأة شريك أساسي في التنمية.