فهد المطيويع
نعيش أجواء استعداد منتخبنا لبطولة كأس العالم مع مدربه القدير رينارد، الذي استطاع التأهل بشكل مريح في التصفيات الماضية، مع أنه لا يملك كثيراً من أدوات النجاح، لكن بشكل عام أصبح هذا المدرب يتعامل مع الموضوع بطريقة الجود من الموجود ونجح في تحقيق التأهل بعقلانية، لهذا أنا أعتب على البعض عندما يطالبون بضم هذا وإبعاد ذاك مع أن المحصلة النهائية لهذه المطالبات هي أن (سعيد أخو مبارك) ولا يوجد لدينا خارج التشكيلة لاعبون (سوبر ستارز) أو لاعبون يستطيعون أن يعملوا الفارق الفني الكبير في أداء المنتخب. لهذا يجب الكف عن التدخل في اختيارات المدرب والابتعاد عن تعصب الميول لمجرد هذا لاعبنا وهذا لاعبكم، أوضحت لنا المباراة الماضية أمام الإكوادور أن الفريق ينقصه الجماعية وضعيف في موضوع الالتحامات وافتكاك الكورة وأكثر اللاعبين ينتظرون صافرة الحكم مع كل سقوط وكأنهم لاعبين هواة ولا يفرقون بين اللعب في الدوري المحلي وبين اللعب مع منتخبات عالمية وكأنهم غير مستوعبين أهمية الحدث أو المشاركة فيه»! طبعًا لا يمكن الحكم على فريق من خلال مباراة تجريبية أولى، لكن بشكل عام ونظراً لظروف منتخبنا ومحدودية إمكاناته الهجومية أتوقع أن تكون الجماعية أنسب طريقة للخروج بشكل أفضل في بطولة كأس العالم وأن يكون تحرك اللاعبين ككتلة واحدة لسد ثغرات مساحات الملعب، لأن أي فتح للملعب أمام أي فريق في مجموعة المملكة أو حتى في المباريات الودية معناه انهيار مبكر وحفلة أهداف سيرقص عليها الكارهون لتأهلنا لكأس العالم، طبعا هذا الكلام لا يعني أننا لا نثق في لاعبينا، لكن الواقعية تجعلنا أكثر فهماً لإمكانات فريقنا الفنية بعيدًا عن موضوع الحظ والصدفة والتألق المفاجئ للاعبين، مبدئياً لدينا مشكلة في متوسط الدفاع خاصة في مواجهة الارتداد السريع والعرضيات ولدينا مشكلة أيضا في المحور الدفاعي، أما المشكلة الكبرى تكمن في الهجوم وعقمهأ حيث إن خلق فرص التهديف ضعيفة جدًا، لهذا نجد أن الحمل كله أصبح حاليًا على الوسط في صناعة اللعب والتسجيل بعد انعدام دور المهاجمين في تحقيق هذه المهمة، وعلى أي حال أمامنا سبع مباريات ودية وشهران من الزمان نتمنى أن نرى فيها تغيرات فنية واضحة وملموسة وأداء أفضل من أداء مباراة الإكوادور، ولتكن البداية من لقاء اليوم أمام أمريكا التي سيجد فيها لاعبونا صعوبة مجاراة الفريق الأمريكي على المستوى البدني واللياقي، بشكل عم نتمنى أن نشاهد صورة أجمل لمنتخبنا من خلال المباريات المقبلة وأداء وروح لاعبين، خاصة أننا بدأنا نلمس نوعًا من التراخي في الأداء لا أفهم أسبابه، ولو كان لي في الأمر شيء لرفعت مستوى الإعداد النفسي للاعبين ليكونوا أكثر جاهزية نفسيًا ومعنويًا خاصة وأن مشاركتهم في هذا المحفل الدولي يعد تتويجاً لمسيرة لاعبينا الكروية وسيسجلها التاريخ بكل فخر واعتزاز، في الختام نتمنى مشاركة ناجحة لمنتخبنا وألا نعود للأسطوانة المشروخة بعد كل مشاركة في كأس العالم والبكاء على اللبن المسكوب بعد أن تصبح فضيحتنا بجلاجل.