حصة التويم
عشق تناهى في سفوح رباها
لا نبتغي للحب أرض سواها
مملكة العشق، وأيقونة الحب روتها حكايا الصدق بأن البطولة الحقيقية هي استمرار الانتماء لأرضٍ لا تنبت الشوك في دروب الأصدقاء، وإنما تغرس الحب سلماً في أرض الأوفياء..
يوم الوطن هو يوم تجديد البطولة التي لن يمحي الاحتفاء بها غياب الشفق، بل قصة تتجدد مع إشراقة كل شمس تنبئ عن استمرارها ثبات بوصلة الأمن والأمان، وسهم يجاوز الأزمان بسبق الإنجاز، وعزم يجاور الأمل نحو نمو المستقبل..
يوم الوطن يوم الشغف لعطاء متجدد وروح تتطاير فرحاً بملحمة الفخر التي احتوت أحداثها على معارك وبطولات ومفاخر امتدت من حقبة الأئمة الأوائل، وارتسمت فخراً وتأسيساً على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- الذي خلّد بالانتصار ملحمة عزٍّ وافتخار، ولمّ الشمل بقلبٍ واحد وروحٍ واحدة، ويدٍ واحدة نسجت ملحمة الاستقرار لبلدٍ صارت لنا دار، حلم وعمار، وبها نسعى للازدهار..
يوم الوطن هو واجهة مشرفة للإسلام والمسلمين منطلقها من ديمومة السلم بحكم يقوم على أساس الشريعة الإسلامية، ومنهج السنة النبوية، ويقويها وجود الأماكن المقدسة والتي جعلتها قبلة العالم الإسلامي، ومحور اهتمام الشرق والغرب بتسامحها وقوتها.
يوم الوطن هو امتداد لحكاية الوطن اقتصادياً التي بدأت من اقتصاد تأميني إلى اقتصاد تنموي، منطلقه تأمين الاحتياجات اليومية من الزراعة وتربية الماشية وبعض الصناعات البسيطة وموسم الحج إلى تأمين مستقبل الدولة بفضل الله، ثم بتحدي الواقع والطموح بقيادة قوية وحكيمة في اكتشاف الكنز الدفين في باطن الأرض (البترول) فكان شريان الحياة النابض بإحداث موجة قوية في الحرب والسلم خصوصاً مع تطورات القرن العشرين، وكثرة أحداثه التي تحتاج للصناعات الضخمة، والمعدات الثقيلة فكان نقطة تحول تسابق الزمن اقتصادياً واجتماعياً..
والذي يجعل المملكة تختلف عن غيرها هو هذا الحب الفطري للعرب والمسلمين، هَمّ العرب همَّها، ونصرتهم نصرتها، واستقرارهم استقرارها، تعطي للإنسان بازدياد، تقود للسلم في كل قضية دون انقياد، وتحفز الكفاءات لاقتناص الفرص للجميع، وتدعم للبدء من نقطة الاستعداد..
وكذلك الرؤية الطموحة لسمو ولي العهد رؤية 2030 بمباركة خادم الحرمين الشريفين، والتي تستهدف دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية نحو إطلاق المشاريع الطموحة ببث الطاقة الحيوية في أبناء وبنات المملكة وتعزيزها في التنمية وطنياً، فكان التغيير جوهرياً جعل المملكة محط اهتمام الشرق والغرب بمد جذور التنمية منها وإليها، وكان ضمن هذه المشاريع تطوير العلا كوجهة عالمية للسياحة التاريخية، ومشروع أمالا كوجهة سياحية بأعلى المعايير العالمية، وتنشيط صناعة الطائرات بإنشاء مصنع لإنتاج هياكل الطائرات من المواد المركبة للألياف الإلكترونية، وتعزيز التراث الثقافي الوطني بتطوير بوابة الدرعية للحفاظ على موقع التراث العالمي المسجل باليونسكو، ومبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر لحماية الأرض والطبيعة مناخياً، ومشروع نيوم وذا لاين لتنمية الاقتصاد محلياً، ليكون محور الاهتمام عالمياً، وكذلك مشروع صنع في السعودية لنشر وتعزيز قيمة المنتجات الوطنية محلياً ودولياً، ومشروع تحلية المياه بالطاقة الشمسية لمواجهة تحدي الحرج المائي وغير ذلك.
هذه هي ملحمة النصر لمفخرة الأرض المملكة العربية السعودية التي ما إن استوت سيادياً، حتى تسامت قيادياً، وها هي تبذر المستقبل في حقول الأحلام الرائدة، وها هي تسقي الغرس بماء النماء، وتقطف الحلم بسواعد الأبناء الأوفياء..
أثبتت السعودية بأنها مفخرة الأرض؛ فكل يوم وطني هو يوم عربي، وكل فرح سعودي هو انتصار لأمة العرب والمسلمين، وكل انتماء ديني هو واجهة لقبلة الإسلام والمسلمين، وكل استقرار أمني هو طوق نجاة للعالم، وكل نمو اقتصادي هو نقطة التقاء عالمية..
فما الفخر إلا وطني، وما العشق إلا وطني، وما للأرض مفخرة، وما للحب ملحمة إلا وطني السعودية، ستبقى لنا دار، وسنبقى لرفعتها عمَّار..