قصيدة بمناسبة اليوم الوطني (92) للمملكة
أَفَوقَ البدرِ أم فَوق الغمامِ
حَللتِ اليومَ يا أرضَ السَّلامِ
أرى لكِ في البلاد صُنوفَ حظٍّ
من التَّوفيق عامًا بعد عامِ
ألا رَحِمَ الإلهُ مليكَ صدقٍ
حمى التَّوحيدَ من جهل الطَّغامِ
وأعلى? رايةَ الإسلامِ تَسرِي
بها ريحُ المحبَّةِ في الأنامِ
له رأيٌ يبدِّدُ كل وَهْمٍ
وقلبٌ لا يبالي بالحِمامِ
إذا وَضَعَ اللِّثامَ سَمِعتَ ركضًا
وَفَرَّ خصومُه مثلَ النَّعامِ
أتى قصرَ الرياض وجال فيهِ
بمَصْمَكِهِمْ ونادوا لِلإمامِ
وقامت يومَها فئةٌ وقالتْ
سَمَا عبدُ العزيز بذا المقامِ
وقال الناسُ: هل ما قيل صدقٌ؟
فأنشد منشدٌ فوق الرِّجامِ
«إذا قالت حَذَامِ فصدِّقوها
فإنَّ القول ما قالت حَذَامِ»
سيحفظُها الإلهُ بما أَقَامتْ
لدينِ اللهِ صرحًا فوق هامِ
فما بَرِحَتْ لنا دارًا تَلَالَا
برؤيتها مَصَابيحُ الظَّلامِ
هي البلدُ العظيمُ بلا جِدالٍ
ومملكةُ الخزائنِ والوئامِ
ومملكةُ الأصالة والسَّجايا
ومملكةُ السَّلام على الدَّوامِ
ومملكةُ الحضارة والتَّحدِّي
ومملكةُ الأماجد والكرامِ
ومملكةُ الشَّجاعة يومَ بأسٍ
ومملكةُ الحمايةِ والذِّمامِ
ويَخشى كلُّ صنديدٍ حِمَاها
ويَمنعُ خوفُه طِيبَ المنامِ
بها الحَرَمان في حفظٍ وعزٍّ
وعزُّ الدين بالبيت الحرامِ
وللُّغة الشريفة تاجُ مَجْدٍ
بسلطان الشَّريعةِ والنظامِ
ومَن عاش السِّنين بغير حُبٍّ
لأرض الطُّهر فهْو من اللئامِ
«وما أدري -وكيف أظنُّ أدري-»
أيُبصرُ قلبُهُ أم في تعامِ
لها شَعْبٌ له جندٌ أبيٌّ
طَمَوحُ النَّفسِ توَّاقٌ عِصامي
يُبَشِّر بالسَّلام فإن تمادى
عدوُّ الحقِّ بشَّر بانهزامِ
وما نَيلُ المَعَالِي بالأماني
ولا بالهزلِ تُحصَدُ والهُيامِ
وهذا عهدُ سلمانَ المفدَّى
وحامي المسجدين، وأيُّ حام
سيشهدُ جِيلنا عَهْدًا بناهُ
وَليُّ العهد صَرحًا بانتظامِ
ومشروعُ الحياة إلى نيومٍ
يُبَشِّرنا بآمالٍ جسامِ
وعونُ الله يسبقُ كلَّ عونٍ
وفضلُ الله يُرجى للتّمامِ
** **
- د. عبدالعزيز الحربي