مِثْلُهُ الشّمسُ والشّموسُ قَليلَهْ
لا تَرى في مُضِيِّها مُسْتَحِيلَهْ
كَم بِها شُبِّهَ القُرومُ فلَمّا
ضاءَ طافَتْ ولم تُصادِفْ مَثِيلَهْ
والسّحابُ الثّقالُ ألفاهُ سَيْلاً
غَمَرَ السَّفْحَ واستَباحَ مَسِيلَهْ
كان مِن فَيضِ ما لَديهِ مُخالاً
فغَدا مِمّا في يَديهِ مُخِيلَهْ
وتَباهى بَحْرُ العَطاءِ فلَمّا
هَلَّ عَذبًا تَلَعْثَمَتْ كُلُّ حِيلَهْ
أيُجارِيهِ في يَدٍ مِن أُجاجٍ
كَيفَ والجودُ سائلٌ سَلْسَبِيلَهْ
تَرتَقي الشُّمُّ قِمَّةَ المَجدِ حتّى
جازَها عالِيًا وَصار دَلِيلَهْ
رامِيًا أرفَعَ الذي لم يَصِلهُ
أحَدٌ بالثَّباتِ يَطوي سَبيلَهْ
غادِيًا في الزّمانِ ما بَرِحَ الصُّبْـ
ـحُ يُغَنّي حتّى نَسينا أصِيلَهْ
والأماني مُستَقْبَلٌ مِن مُحالٍ
فمَضَتْ فيهِ للأماني الجَليلَهْ
تَتَحَرّاهُ شامِخاتُ المَعالي
مُذْ وَعَتْ في بِكْرِ العُصورِ أصولَهْ
تَتَلاقى الآراءُ ساحَ اضْطِرابٍ
ثُمّ تَهدا إذا أحَسّتْ صَهيلَهْ
يَعْقِدُ الجَمْعُ دُونَهُ ثُمّ يَنْحَــ
ــلُّ ضَياعًا ويَستَغِيثُ حُلولَهْ
تَنْحَني عِنْدَهُ رِقابُ القَضايا
ثُمّ تَنْفَضُّ حامِلاتٍ عُقولَهْ
وإلَيهِ يَسيرُ مَن كَتَبَ اللَّيْـ
ـلُ عَناهُ وغَيرُهُ لن يُزِيلَهْ
ظَهْرُ مَن لا يُقِيلُهُ ظَهْرُ شَيْخٍ
يَتَوَقّى وظَهْرُهُ أنْ يُقيلَهْ
سَيْفُ مَن لا يُجارُ لَو جارَ سَيْفٌ
لأبى غِمْدُهُ عَليهِ دُخولَهْ
لَنَفَتْهُ السّيوفُ مُذ خُلِقَتْ لِلْـ
ـعِزِّ خَوفًا فما انْتَخَاها قَبِيلَهْ
نَظْرَتاهُ رَسائلٌ وفِعالٌ
أيُّها يُورِدُ الفَتِيَّ الكُهُولَهْ
عَبَثًا حاوَلَتْ سِفاهُ البَرايا
ثُمَّ عادَتْ عَلِيلةً وكَليلَهْ
كالذي أطْلَقَ العنانَ لِعَيْنَيـ
ـهِ فأرْخى ضَعْفُ الفؤادِ سُدولَهْ
ما ثَنَتْهُ العُظْمى ولا هَيَّبَتْهُ
بلْ أتَتْهُ كما أرادَ الذَّليلَهْ
بَعْدَ عَجْنِ التي وَلَتِّ اللّتيّا
أدرَكَتْ بُطْلَها ومَعنى البُطولَهْ
لَيسَ سَهْلاً إلاّ عَلى رَأسِ فَذٍّ
لم يَكُنْ إلاّ بالذّراعِ الطّويلَهْ
** **
أ. د. عبدالرحمن بن صالح الخميس - الرس