نحتفل بكل فخر واعتزاز مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية باليوم الوطني الـ(92) لتوحيد المملكة. هذا التاريخ الذي غير واقع الحياة في الجزيرة العربية جمعاء، وغيرها من حالة الضعف والانقسام والتفرق إلى مجتمع حضاري متطور ينعم اليوم بالرخاء والأمن والاستقرار.
إن هذا الإنجاز الذي تحقق كان نتاج سنوات طويلة من العمل الدؤوب والرؤية الثاقبة والعبقرية الفذة للملك الراحل المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، الذي استحق بالفعل أن يكون أحد الزعماء القلائل - ليس على مستوى العالم العربي والإسلامي فحسب - بل على مستوى العالم، حيث حقق لشعبه وللعالم الخير والنماء والأمن والاستقرار.
إن الإنجازات التي تحققت في مختلف مراحل بناء الدولة لا يمكن حصرها في هذه السطور القليلة، فالإنجازات معروفة وظاهرة، فقد تأسست دولة وكيان قوي وهي المملكة العربية السعودية، فأصبحت نموذجاً ومثالاً للبلد المستقر والمتطور، ذات تأثير إيجابي في محيطها العربي والإقليمي بعلاقاتها المتوازنة وسياساتها الثابتة الحكيمة، فحظيت باحترام العالم أجمع، وأصبحت من الدول المؤثرة في السياسة والاقتصاد العالمي، وضمن الدول العشرين الأكبر اقتصاداً.
إن المتتبع لتاريخ هذا البلد سيلاحظ مستوى الالتزام العالي بالثوابت والنهج الذي أرساه الملك عبدالعزيز آل سعود، وأبناؤه الملوك من بعده، فكل مرحلة تضاف إلى ما سبقها من النجاحات المتواصلة في بناء الدولة السعودية على أسس حديثة ومتطورة فتحقق لهذا البلد التقدم والتطور الذي نراه اليوم من مشاريع التنمية في كل المجالات، وبرغم اتساع المساحة الجغرافية للمملكة إلا أن التنمية العادلة والمتوازنة شملت كل المناطق، فأصبحت المدن والقرى في كل بقاع هذا البلد تنعم بالخدمات والبنية التحتية المتطورة من طرقات ومستشفيات وجامعات .. وغيرها.
إن التحولات الكبيرة والإنجازات من تحديث وتطوير للاقتصاد والبنية التحتية والإدارية التي تشهدها المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تدعو للفخر، وتضع السعودية في مصاف الدول المتقدمة القادرة على إحداث تحولات جوهرية مواكبة للعصر، بقدرات تنفيذية بكفاءة عالية في مختلف المجالات.
إن المواقف المشرفة للمملكة العربية السعودية تجاه القضايا العربية والإقليمية والإسلامية والعالم تستحق الإشادة والشكر، وذلك من خلال ما تقدمه من دعم ومساندة سياسية وتنموية لدول الجوار والمحيط العربي والإسلامي والعالم أيضاً، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية خير مثال على ذلك، ويعبر عن الروح الأخوية والإنسانية الصادقة التي تتمتع بها المملكة، لتصبح من الدول الرائدة والسباقة في تقديم العون والمساندة لمختلف دول العالم المتضررة من الحروب والكوارث الطبيعية، ومنها اليمن، حيث حظي بدعم يستحق الشكر والتقدير لقيادة هذا البلد على الدعم السخي الذي يقدر بمئات الملايين من الدولارات، وشمل هذا الدعم مختلف المجالات الإغاثية الانسانية، وكذا دعم البنية التحتية لمختلف الخدمات وفي كل مناطق اليمن، سواء بتنفيذ مباشر أو عبر المنظمات والجمعيات العاملة في الميدان وبدعم وتمويل من مركز الملك سلمان حتى الآن.
إننا نحتفل مع قيادة المملكة وشعبها الكريم بهذه المناسبة العظيمة التي وحدت وجمعت القلوب، وأرست قواعد الأمن والاستقرار في شتى ربوع هذا البلد، فأصبح المواطن والمقيم والمستثمر والسائح والزائر يحظى بالأمن والأمان والرعاية والاهتمام.
ولا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أدعو الله العلي القدير أن يمن على هذا البلد بمزيد من الأمن والاستقرار ويحفظ قيادته الحكيمة ذخراً لهذا الوطن وللأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع، فاستقرار وأمن هذا البلد هو استقرار للمنطقة العربية والعالم.
حفظ الله المملكة العربية السعودية من كل سوء ومكروه.
** **
د. عمر حسين فايد مجلي - اليمن