إبراهيم بن سعد الماجد
92 عامًا مرت على بلادنا منذ تأسيسها على يدي الملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - ونحن ننعم بالأمن والإيمان والاستقرار.
منذ عهد الموحد إلى اليوم عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وعضده الأيمن ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان والأسرة السعودية تعيش في أعظم وحدة ولحمة عرفها التاريخ المعاصر.
اليوم الوطني لبلادنا، الذي نتذكره كل عام في مثل هذا الوقت، نتذكره لنشكر الله الذي أنعم علينا بهذه الوحدة، وهذا الوطن الذي صار مثالاً يحتذى في البناء والتنمية، والحفاظ على ثوابته، وقوة روابطه.
اليوم الوطني 92 يحل ومسيرتنا -بحمد الله- تشق طريقها تنميةً وبناءً، وطموحنا يعانق السماء.
إن مما نتذكره فنشكر الله عليه أن ما كان قبل 92 عامًا مضرب العجب لدى ساسة العالم، حيث كان الملك الموحّد عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - ما زال اليوم مضرب الإعجاب والإكبار في سياسات هذا الوطن العظيم، هذا الوطن الذي تجاوز كل الصعاب التي مرت بالعالم نتيجة لأزمات اقتصادية مختلفة، فكانت الدولة الأكثر ثباتًا، والأكثر نماءً رغم كل الصعوبات، وكانت الدولة التي يسعى كل ساسة واقتصاديي العالم إلى توثيق العلاقة بها.
الملك عبدالعزيز كان مثار إعجاب الساسة والمثقفين الغربيين، وقد قال عنه الكثير مقولات خلدها التاريخ، وما ذلك إلى لعظم دلالاتها على تفرّد هذا الزعيم.
يقول المستشرق السياسي «أنتوني ناتنج»: عن إنجازات الملك عبدالعزيز: «إنها من أكبر المعجزات بكل المقاييس العلمية»، وأن توطين البدو أكبر عملية توطين في التاريخ.
ويصف المستشرق «ك.س. تويتشل» الخبرة السياسية للملك عبدالعزيز قائلاً: إنه «من أشهر رجالات العصر، ولم يجتمع الجزيرة العربية تحت رجل واحد ما اجتمع لابن سعود منذ زمان طويل».
ويقول المستشرق «كينيث وليامز» في كتاب له صدر سنة 1933م (هل بين ملوك المشرق من يضارع ابن سعود؟ لا أذكر حاكمًا قويًا يخشى الله قد وصل إلى مكانة هذا الملك، فلا شك أنه لا يعدله ملك في العالم الإسلامي؛ فهو الجندي الباسل والمصلح الكبير، والمخلص لدين الله، والإنسان الكريم الصريح الثابت، الذكي الشجاع المتواضع).
الأديب فهد المارك - رحمه الله - وهو قائد الفوج السعودي لإنقاذ فلسطين، ألَّف كتاباً سماه «من شيم الملك عبدالعزيز»، تناول فيها كرم أخلاق الملك عبدالعزيز وشيمه، ومن بين القصص التي ذكرها، قصة رجل جاء يشكو إلى الملك ما يعانيه من الديون التي تراكمت عليه وأثقلت كاهله، وليس لديه قدرة على أن يسدِّد ما يطلبه منه الدائنون، فأمر الملك بأن يحقق في أمره، وقد أثبت المحققون أن الرجل مطلوب منه مائة جنيه من الذهب، فكتب له على الفور بخط يده «1000» - بدلاً من أن تكون مائة، وعندما ذهب الرجل إلى «شلهوب» المسؤول عن المالية، نظر إلى المبلغ فوجده يزيد عشرة أضعاف على دين الرجل، فعاد شلهوب إلى الملك وأخبره بهذه الزيادة، فما كان من الملك عبدالعزيز إلا أن قال «ليس القلم بأكرم مني»!
واليوم ونحن نتذكر لنشكر الله على ما أفاء به علينا من نعم تترى، نقف اعتزازاً بهذه النقلة النوعية المذهلة في تصنيفات بلادنا عالميًا، في مجالات مختلفة، زادت عن العشرة، لتثبت للعالم أن هذه البلاد تخطو خطوات واثقة، نحو تنمية مستدامة، يصل أثرها وتأثيرها أنحاء العالم.
مشاريع نوعية في وسط المملكة وجنوبها وشمالها الغربي وغربها، ونهضة غير مسبوقة في مشاريع الطاقة في شرق البلاد، واكتشافات تعدينية في شمالها، كل هذا يحصل والدول تعمل على قدم وساق للوصول بهذا الوطن إلى مراتب عليا تنعكس على رفاهية ورغد عيش مواطنيه.
فالحمد لله أولاً وآخرا.