الثقافية - كمال الداية:
جاءت رؤية السعودية 2030 لتجعل من بعض الفنون ركيزة للتقدم بالمستقبل، والانفتاح على العالم الخارجي، وكان النحت في مقدمة تلك الفنون، التي شهدت إقبالاً كبيراً على تعلم فنونه التطبيقية مختلفة المجالات والمقاسات من القطع المعقدة والضخمة والمجمّعة، وبدا ذلك واضحاً في «ملتقى شقراء للنحت 2022»، الذي اختتم أعماله مؤخراً، بمشاركة أكثر من 25 فناناً وفنانة، من مختلف مناطق المملكة، وأكاديميين من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وغيرهم من متذوقي وعشاق هذا الفن.
أقيم الملتقى برعاية محافظ شقراء أ.عادل بن عبدالله البواردي، وبحضور مدير فرع وزارة الرياضة أ.عبدالمحسن العبدالوهاب، ورئيس بلدية محافظة شقراء المهندس عبدالمحسن الحمادي، ومنسق الملتقى عضو اللجنة المنظمة الدكتور عبدالله المترك.
استعراض تاريخ النحت
الحاضرون للملتقى كانوا على موعد مع وجبة دسمة من المعلومات، عن تاريخ النحت بالمملكة، قدمتها دكتورة منال بنت مرشد الحربي (أستاذ النحت المشارك في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن) تحت عنوان «النحت في المملكة العربية السعودية الواقع والمأمول».
الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم: لا شيء يعبر عن سعادتي بما رأيته أثناء تجواله في أروقة الملتقى
وعبّر الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، معالي أ.أحمد بن عبدالعزيز البليهد، عن سعادته بما رآه من أعمال النحت، والرسم والمشغولات، وقال: رأيت ما لا أستطيع أن أصفه من أعمال، وهو شيء رائع جداً ومشرف، وأتمنى أن ينتقل هذا الملتقى -بإذن الله- إلى العالمية.
ودعا الأمين العام للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم الفنانين المشاركين في الملتقى، للمجيء إلى «الدرعية» لاستعراض أعمالهم، والمشاركة النشطة بتلك الأعمال الرائعة في ملتقيات النحت العالمية.
وقال خبير النحت علي الطخيس: منذ انخراطنا بمجال النحت على الحجارة، ونحن نعاني من دهماء الثقافة (متوسطي الفهم)، ونتجاهل انتقاداتهم، لكن بالوقت نفسه نحاول تصحيح هذه الأفكار التي يثيرونها حول هذا الفن على الصعيد الداخلي، والخارجي.
وبحمد الله تجاوزنا جميع العقبات، وأشرفت على أكثر من 30 دورة تدريبية داخل المملكة وخارجها، لتعليم مبادئ النحت، كما أشرفت وشاركت بملتقيات و»سمبوزيوم» (حدث فني مخصص لفن النحت) داخل المملكة وخارجها لتعليم النحت، وأثمرت مجهوداتنا كثيراً، فقد كانت المعارض بالسابق نادراً ما تُعرض فيها المنحوتات، أما الآن فصار النحت عنصراً مهماً بالمعارض والمهرجانات، بل صارت تُقام ملتقيات وسمبوزيومات ومعارض خاصة لهذا الفن.
الشاعر النحات فيصل النعمان: شقراء تستحق الأفضل في كل شيء
وعبّر نحات العرب الشاعر فيصل بن صالح النعمان عن سعادته بالملتقى، وتقدم فن النحت بقوله: لقد شاركت في أماكن كثيرة في مناطق ومحافظات وطننا الغالي، وكان هذا مما زادني وأضاف لي في مسيرتي مع النحت، أما في شقراء فيجب أن أتوقف أمام هذا الانطباع العجيب الذي حدث، من محافظ شقراء، الأستاذ عادل بن عبدالله البواردي، تلك الشخصية الرائعة، بتلقائيته البريئة، وتعبيره لنا عن أهميتنا، وشكره لنا بكل رقي وجمال.
ثم وقفتنا أمام الفنان المؤرخ حمد السالم صاحب المتحف الشهير في قرية أشيقر التراثية؛ فهو رجل بلغ من العمر 80 عاماً تقريباً، وتراه حاضر الذهن، يتحدث بوقار يوجب الاحترام، عن 45 عاماً قضاها من عمره، وتنقل خلالها من شمال المملكة وجنوبها لأجل العثور على قطعة أثرية أو حجر بيضاوي، لتكون النتيجة: متحفاً يليق بما كان في جعبة ذلك الشيخ الوقور، الذي يتحدث بشغف عجيب عن ممتلكاته، التي يعجز المال أن يكون لها قيمة.
لقد كانت زيارة امتدت يوماً ونصف، ولا أجد تعبيراً يليق بجمال بتلك البلد، لكن على الأقل وجدت نفسي ملزماً ولو بكلمة تجاه تلك الثقافة التي رأيتها، والموروث التاريخي، والكلمة الطيبة، وحسن الضيافة وتواضع الكبار، فهذا كله عنوان، وتفاصيله: شقراء.
شروق العبداللطيف: شكراً لحسن الضيافة وحفاوة اللقاء
بالمثل، أعربت فنانة النحت شروق العبداللطيف، عن سعادتها بالمشاركة في هذا الملتقى الرائع بين أهل شقراء الكرام، وقالت: الشكر موصول إلى جميع القائمين والمنظمين، ولهم جزيل الشكر على حسن الضيافة وحفاوة اللقاء، وعلى جهودهم المبذولة في نجاح هذا الملتقى، كلي فخر بهذا النجاح، وأهديه لجميع رواد ورائدات النحت خاصة دكتورة منال الحربي تقديراً لجهودها العظيمة.
وشاركت شروق بعمل عن ثقافة شقراء بعنوان: شقراء المنارة، ظهر فيه حسها الشعري، فقد جاءت أبيات الشاعر الأموي زياد بن منقذ التي قال فيها: متى أمر على الشقراء.