عبدالمجيد بن محمد العُمري
عزاء ومواساة لأختي الغالية فايزة بنت محمد العُمري في وفاة ابنتها وابنتنا رهف بنت علي المهباش -رحمها الله- وعوض الله شبابها في الجنة، وجعل ما أصابها طهوراً وكفارةً لها، وربط على قلب أختي وأهلها وذويها.
لقد حُقَّ علي بكاؤها ورثاؤها لأكثر من باعث حزن وأدعى من سبب وفاء، فهي في مقام بنياتي وهذا أدعاها وأولها، يأتي بعد ذلك الباعث الكريم من دماثة الخلق وتمامه، ولأمر ما سُميت الفقيدة (رهف) وكان لها من اسمها نصيب من الرقة واللطف، وهذه السجايا الحميدة والخصال الفريدة عرفها كل أهلها وأصحابها وأثنوا عليها بذلك، والناس شهود الله في أرضه، والحمدُ لله على قضاء الله وقـدره.. و إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ :
الْحَمْدُ لِلَّهِ مَهْمَا مسّنا الألمُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ لا سخْطٌ ولا سَأمُ
(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) اللهُ أوعدنا
ونحنُ بِالصَّبْرِ يا رباهُ نلتزمُ
إِنَّا إِلَى الِلَّهِ إِنَّا رَاجِعُونَ لَهُ
إنّ المُوفقَ مَنْ باللهِ يَعْتصِمُ
يا أُم تُركي... يَا أُخْتَي... ويَا سَندِي
إنّ الشُجُونَ بوسطِ القلبِ تَحْتَدِمُ
على الرضا بقضاء اللهِ نَحْتسِب
وفي الفؤادِ لهيبٌ جدُ يضطرمُ
لنا العَزاءُ جميعاً في بُنيتنا
والحزنُ أكبرُ مما يَكْتبُ القلمُ
فَقدتِ غاليةً... بالحُبِّ حانيةً
ولا تُحيطُ بِها الأوصافُ والكَلِمُ
هي التي حُبُّها في الناسِ منقسمُ
الأهلُ أجمعُ والأصحابُ كُلِهُمُ
عَمَّ الحياءُ على قَسماتِ وجنتها
وليس يُفْصِحُ عن هذا الحياءِ فَمُ
تمتازُ بالدينِ والأخلاقِ مع أدبٍ
أمام بسمتها الأوجاعُ تنْهزِمُ
تكادُ تهمسُ في صوتٍ إذا نطقت
فالسمتُ من طبعها والنبلُ والشيمُ
لا نزر.. لا عيب.. في لفظٍ تَفُوهُ بهِ
فيها الوقارُ وفيها الطيبُ يرتسمُ
طابت بسيرتها الأيامُ ما عبست
ريحانةٌ بشذا الأخلاقِ تتسِمُ
واحَرّ قلباهُ... وآ لهفي على رهفٍ
كالطيفِ مَرَّت ولاضرَّت كذا الحُلمُ
كُلُّ المُعزين قدْ أثنوا على رهفٍ
لا يستوي النورُ يا أُختاهُ والظُلْمُ
حتى العصافيرُ وسط الدارِ صامتةٌ
ما عاد يُسمعُ في أصواتها نغْمُ
إذا سَمِعْنَا ثِناءَ الناسِ قَاطِبةً
يَخِفُ عَنا الأسَى والحُزْنُ والألمُ
هذي المقاديرُ يَا أُخْتَاهُ نافذةٌ
لا الطِبُّ يدْفَعُ موْعِدُها ولا الفِهِمُ
وذي مشيئةُ ربُّ الكونِ خالقنا
وكُلُّ نفسٍ لها عُمرٌ سينصرمُ
الموتُ دربٌ وكُلُّ الناسِ تَسْلِكهُ
لكنما الصبرُ فيهِ الأجرُ يُغْتنم
والعيشُ تهنئةٌ يوماً وتعزيةٌ
ولا تدومٌ على أحوالِها الأُممُ
واللهُ يَعْلمُ ما في الحالِ ولو
تُجدي الدموعُ لسال تاواديُ العرمُ
آمنتُ باللهِ ربي لا شريكَ لَهُ
وهو الرؤوفُ الرحيمُ الواحدُ الحَكْمُ
في ذمةِ اللهِ نفسٌ قَدْ ألم بها
داءٌ وأوهى جسمها السقمُ
وأسألُ اللهَ أن تلقى بُنيتنا
خيرَ النعيمِ مع الأبرارِ تقتسمُ
وأنْ يُنيرَ عليها القبرِ مع سعةٍ
فيهِ النعيمُ مع الرضوانِ مُنْسجمُ
جزاكِ ربُّكِ يا أُختاهُ مغفرةً
بجنة الخُلدِ فيها الشملُ مُلتئمُ
ولا خلا منك أحبابٌ ولاعُدمت
في دارك السعدُ والأفراحُ والنِعْمُ
وبارك اللهُ في تُركي وإخوتهُ
وأجزلَ اللهُ أجرِ الصبرِ عِندهُمُ
وفي الختامِ صلاةُ اللهِ دائمةٌ
على مُحمدِ خيرِ الخلْقِ كُلِهُمُ
والآلِ والصحبِ والأتباعِ أجمعهم
من لم تسيرُ بهم في زلةِ قدمُ