د. عثمان بن عبد العزيز آل عثمان
عزاؤنا في هذا المصاب قول الله تعالى {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}.
وقانون الله تعالى ثابت لا يتغير في قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، فلله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجلٍ مقدر ومسمى.
ولا نقول إلا ما قاله الصابرون: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}، والحمد لله ربِّ العالمين على قضائه وقدره، وإنا على فراقك أبا محمد لمحزنون.
ومن هول حزني وعظيم فقدي تعجز كلماتي ويحار قلمي في إيجاد عبارات توفيه قدره وتكافئ محبتي له، وعزائي أن الكتابة عنه تفوح فخرًا، وَتُحَفهَا الكرامة، وتعتريها العِزَّة؛ وكيف لا؟ وهو محب الخير، الصالح الكريم، أكرمه الله تعالى بالمال فبذله في سبيله سبحانه وتعالى، كان يحرص على تحقيق إنجازات ونجاحات متصلة، تشعرك دائمًا بالفخر والاعتزاز والانتماء لهذه الأسرة الكريمة؛ التي تشعرُ بعظم المسؤوليةِ وترجو -رحمه الله- تعالى.
كان -رحمه الله تعالى- نعم الرجل التقي النقي الذي يحب الخير للناس ويحثهم عليه، وأن يكون أول رجل يدعم القطاع الثالث والأفراد؛ لذا كسبَ قلوبَ الناس بطيب الخصال والسجايا والأفعال والأقوال، وصلى عليه جموع من المصلين.
عرف عنه -رحمه الله تعالى- قوة علاقته برب العالمين، وأعماله وتصرفاته الراسخة تدلُّ على أنه قريبٌ من الله تعالى، يعمل على كل ما يرضيه، ويبتعد عن كل ما يغضبه سبحانه وتعالى، فهو نعم الرجل الثقة الحكيم، وكان مقرباً للجميع، بما يملك من قدرة كافية على العطاء والتميز والتقدم، وطنياً من الطراز الرفيع، ونزيهاً إلى أدق درجات النزاهة، ومهذباً ولطيفاً مع الآخرين، ومتواضعاً إلى درجة كبيرة، ومن أبعد الناس عن حب المظاهر والرسميات، وصاحب روح مرحة وبديهة حاضرة، وكريمًا دون تبذير، ومقتصدًا دون تقتير.
توفي وترك أثرًا وَاضِحًا وذكرى طيبة في نفوس أبنائه والمجتمع بما هيأ له الله تعالى من صفات حسنة تميز بها وعُرِفت عنه، والناس شهود الله تعالى في أرضه، لم يبق لنا سوى دعوات نخصه بها بالمغفرة والرحمة، وذكر محاسنه، والصدقة عنه، ولجميع موتى المسلمين والمسلمات، والدعاء لأسرته الكبيرة آل عثمان في نعجان، وجميع من عرفه بالصبر والاحتساب، وهذا أقل الواجب في حقه، وأن كنا مقصرين في رد الوفاء له فقد دعم جمعية الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بنعجان بوقف فكلما دخلت المبنى ندعو الله تعالى له بالمغفرة والرحمة وجميع من يدعم ويساهم في نجاح مشروعات الجمعية.
لذا أقدم الدعاء وصادق المواساة للجميع في الفقيد الغالي رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وجعله في الفردوس الأعلى من الجنة مع الأنبياء، والشهداء، والصالحين، والصديقين، وحسن أولئك رفقاً، اللهم جازه بالحسنات إحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغفرانا، واغسله من الذنوب والخطايا بماء الثلج والبرد، ونقِّه من الذنوب والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، ولوالدينا جميعاً ولوالديهم وجميع المسلمين والمسلمات، وأن يجبر مصيبة الجميع، ويعظم الأجر، ويرزقنا الصبر والاحتساب.