د.نايف الحمد
لم يكن ظهور رئيس نادي الهلال الأستاذ فهد بن نافل ظهوراً عادياً عندما أطل على الجماهير مع (بودكاست ثمانية) متحدثاً بلغة واضحة ومباشرة ودون تحفظ، قدم خلالها خلطة النجاح التي انتهجها في إدارته للنادي العاصمي الكبير، موجهاً العديد من الرسائل لجهات عدة في الوسط الرياضي، منتقداً السلبيات ومساهماً في محاولة تسريع عجلة التحّول في عمل الأندية الرياضية.
دون أدنى شك أن الحوار حمل الكثير من الأهمية، لكن العنوان العريض له حمل رسالة مفادها أن الدولة وضعت برامج لتطوير الرياضة واعتبار الأندية جزءاً من برامج التحول وتحقيق رؤية 2030، فهل تعامل رؤساء الأندية مع عملهم باعتبارهم قادة لهذا التحول في مجالهم و ابتعدوا عن اللعب على وتر الجماهير؟!
في مسيرة ابن نافل في رئاسة النادي - وهو يقضي موسمه الرابع - لم نعهد منه الحديث، بل كانت الإنجازات هي التي تتحدث وتعبّر عن قيمة عمل إدارته وما أحدثته من نقلة كبيرة ليست في الهلال وحسب، بل على مستوى الطريقة التي تدار بها الأندية في الداخل وحتى في الدول المتقدمة كروياً.
عندما قرر رئيس الهلال التحدث في برنامج يستضيف عادة قادة التحول في الوطن لم يكن حديثه منصبّاً حول نتائج فريق كرة القدم والتفاخر بها أو مناكفة منافسيه والإسقاط عليهم، أو محاولة تبرير بعض الأخطاء أو تلميع إدارته، بل كان حديثاً أثرى به الوسط الرياضي ملتزماً بأدبيات الهلال المعروفة عندما أثنى على إدارات الهلال السابقة ورجالاته واعتبر العمل تراكمياً، ولم ينسب العمل لنفسه بل جيّر النجاح للجميع وسمّى الأشخاص بأسمائهم وقدم الهلال كنادٍ نموذجي يسير بخطى ثابتة نحو مقارعة الأندية العالمية ومنافسة أهم التجارب، بل والابتكار في ممارسة العمل الإداري، ولم يبخل بالنصح لمن أراد الاستفادة من تجربة الهلال كنادٍ عظيم كانت الريادة له دوماً.
في تجربة ابن نافل استطاعت إدارته أن تسابق الزمن و تبدأ المبادرات قبل أن تُعلن، كما تحدث عن بعض السلبيات والبيروقراطية التي تتسبب في عرقلة بعض الاستثمارات، ولا شك أن لدى المؤسسات الرياضية أسبابها، لكننا نأمل في دعم مثل هذه الجهود على طريق الخصخصة، وقد بدا واضحاً أن الهلال يسير في طريق مفتوح لتحقيق الاستدامة المالية، وواقع الأرقام يتحدث عن إنجازات هائلة في هذا الصدد.
لم يترك ابن نافل الفرصة تمر دون أن يعبّر - على غير العادة - عن ما واجهه الهلال، فوجّه النقد لبعض اللجان القضائية التي تضرر منها الهلال، وشارك الوسط الرياضي بالمطالبة بإصلاح هذه اللجان، وأكد أن الهلال لا يريد سوى إنصافه.
كان حديث رئيس الهلال عن توثيق البطولات مثيراً، وأوضح مقدار الضرر والخسائر التي يتكبدها النادي نتيجة تجاهل هذا العمل، ونأمل أن يكون قد حرّك المياه الراكدة من أجل اتخاذ خطوة لإنجاز هذا الملف.
نقطة آخر السطر
في حديث رئيس نادي الهلال عرف الوسط الرياضي لماذا تفوق الهلال وحقق إنجازاته على مستوى البطولات والإدارة والاستثمار وغيرها.. كما طمأن الرئيس الجماهير على مستقبل النادي، بل ورفع سقف طموحاتهم، خاصة عندما تحدث عن التعاقدات الأجنبية وكذلك على مستوى الاستثمارات المستقبلية.
لقد كان حديث رئيس الهلال فخماً بفخامة هذا النادي وعراقته، ويحق لجماهير الموج الأزرق أن تفخر بهذا الرئيس كما كانت دوماً فخورة بهذا النادي الكبير.