قال أحد الناس لخير الدين الزركلي ذات مرة، لو كتبت كتاباً من هذه الكتب الدارجة التي يقرؤها الناس بسرعة كل يوم أما كان أجدى وأوسع سمعة؟ فقال: وهل تذكر أنت أسماء هؤلاء الذين يلقون كتبهم للناس في كل يوم؟ كتابي هذا سيذكرني الناس به ألف سنة.
وجدّ الزركلي في تأليف كتابه (الأعلام) وهو من أشهر كتب التراجم الغيرية في القديم والحديث ترجم فيه لما يقرب من خمسة عشر ألف ترجمة، فمسامه كاملاً: (الأعلام، قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين - والمستشرقين). وترجم فيه لأشهر الناس من رجال ونساء وعرب مستعربين ومستشرقين، وتوسع قليلا حيث أضاف إلى هؤلاء طائفة من كتبوا بلغاتهم عن العرب وكانوا قد درسوا العربية - إن لم يظهر لهم أثر فيها).
ويضع كتاب (الأعلام) مؤلفه في طليعة من خاض غمار الموسوعات، فقد جمع فيه شتات كتب التراجم من مخطوط ومطبوع قديماً وحديثاً، ومن هذا المنطلق يعد الزركلي مؤرخ العصر بلا منازع، حيث جعل منه مصدراً أساسياً، ومرجعاً أصلياً للباحثين والدارسين ومريدي العلم، والأدب والمعرفة، وما ظنك بكتاب قضى مؤلفه فيه ستين سنة من إنشاء وإضافة وتعديل، يقول الزركلي في مقدمته للكتاب: (هذا نتاج أربعين عاماً خلال فترات استجمام وفتور وانصراف الى بعض مشاغل الحياة، أمضيتها في وضع (الأعلام) وطبعه أولاً، ثم متابعة العمل فيه، تهذيباً واصلاحاً وتوسعاً، وإعداده للطبع ثانياً، وما أطمع من وراء ذلك في أكثر من أن يكون لي، في بنيان تاريخ العرب الضخم، رملة أو حصاة) ويقول: (كان من أماني النفس وضع كتاب يتناول بالذكر كل من عرض له خبر، أو دون له اسم في تاريخ العرب والمستعربين من جاهليين واسلاميين متقدمين ومتأخرين، غير أني رأيت في ذلك عبئاً لا ينهض به الفرد، وميداناً يقصر عن اقتحامه الجهد، فاكتفيت بأشهر الرجال والنساء ذكراً، واثبتهم في صحيفة الأجيال عملاً) وأما الباعث على تأليف هذه الموسوعة فهي على حد قول مؤلفه - رحمه الله -: (في الخزانة العربية فراغ، وفي أنفس قرائها حاجة، وللعصر اقتضاء، يعوز الخزانة العربية كتاب يضم شتات ما فيها من كتب التراجم مخطوطها ومطبوعها، قديمها وحديثها، ويتطلب قراؤها كتاباً يعرفهم بمن اجتازوا مرحلة الحياة وخلفوا أثراً يذكرهم، أو خبراً يروى عنهم من أصول الأمة العربية وفروعها).
واستهل الزركلي العمل في كتابه من سنة 1912م، ولم ينفض يده منه إلا سنة وفاته وهي 1396هـ، وقد استوعب أغلب التراجم التي شملتها كتب التاريخ والسير والتراجم ولم يفته إلا النذر اليسير، أضف إلى ذلك الدوريات والمجلات والصحف الإعلامية ودواوين الشعراء، وقد جمعها في خاتمة كتابه وجاءت في ثمانين صفحة من القطع الكبير وأسلوب الزركلي الاختصار ما أمكن مع الإلمام بحياة المترجم له في أسلوب قوي وعرض منطقي متكامل، يقول عن أسلوبه هذا في مقدمة الكتاب: (ويقتضي العصر الذي نعيش فيه أن تكون لنا كتب يجتزئ بها المعجل منا عن مطولات السير وضخام أسفارها). واجتزئ لك شيئاً من فرائد أسلوب خير الدين الزركلي.
وهي كما حصرها الأستاذ أحمد محمود الداهن على شبكة الألوكة:
- ذكر عنوان الترجمة وتاريخ الولادة والوفاة.
- ذكر اسم المترجم مع النسب واللقب والكنية.
- ذكر مكان الولادة والوفاة والنشأة والتعلم.
- تفسير المعاني الغريبة.
- ذكر الخلاف في اسم المترجم وكنيته وولادته ووفاته ونسبة الكتب مع الحسم والترجيح.
- اشارته للشك في حالة عدم الحسم والترجيح.
- اطالته في تراجم الذين عرفهم.
- جلاء الغموض في بعض التراجم.
- عدم إهمال المترجم إذا لم يجد له ترجمة وافية.
- اختياراته من شعر المترجم.
- تفريقه بين الشاعر والناظم.
- اهتمامه بذكر اعتناء المترجم بجمع الكتب.
- ذكر حلية المترجم.
- اشارته الى حالة المترجم الصحية.
- تبيانه الحالة الاجتماعية.
- صلة القربى بين المترجم ومن هو مشهود ومترجم له في أعلامه.
- إثبات صور المعاصرين واثبات الصور الرمزية لمن لم يدركهم التصوير الفوتوغرافي.
- اثبات خطوط المترجمين.
- الاستعانة بالمراجع الحية من ذرية المترجم أو بالعلماء من أهل بلده.
- ذكر نفائس المخطوطات.
- إشارته الى المطبوع والمخطوطات من مؤلفات المترجم.
- التمييز بين الكتب المتشابهة في الاسم.
- إشارته الى من جمع شعر المترجم.
- ذكر محقق الكتاب.
- تصحيح نسبة الكتب الى مؤلفيها.
- تعداد مجلدات الكتاب.
- إظهار رأيه في بعض التراجم.
- نثره الفوائد العلمية في التراجم.
- تثبته وتمحيصه عند النقل.
- رجوعه عن رأيه إذا اتضح غلطه.
- اشارته إلى التشابه من الأسماء .
- التفريق بينها وذكره الكتب التي الفت في المترجم.
- الإحالة على مصادر الترجمة.
- حسن بيانه وصفاء عبارته.
وهذه الاشارة من الأستاذ الفاضل أحمد الداهن - فيها عموم وشمول وكفاية، وأما شرط الزركلي فيمن يترجم له، ومقياسه في اختيار المترجمين فيقول: (وجعلت ميزان الاختيار أن يكون لصاحب الترجمة علم تشهد به تصانيفه أو خلافه أو ملك أو امارة أو منصب رفيع كوزارة أو قضاء كان له فيه أثر بارز أو رياسة مذهب أو من تميز به أو أثر في العمران يذكر له، أو شعر أو مكان يتردد به اسمه أو رواية كثيرة أو يكون أصل نسب أو مضرب مثل وضابط ذلك كله أن يكون ممن يتردد ذكرهم ويسأل عنهم).
ومما استدركه خير الدين الزركلي على نفسه فيأتي في قوله التالي: (وكان فيما أخذته عنه للطبعة الأولى، فهارس مكتبات فاتني العزو إليها وغابت عني أسماؤها، فتداركت في هذه الطبعة ما استطعت تداركه واكتفيت للتعريف بأماكن ما زاد فيها من المخطوطات بالإحالة إلى مصادرها، وقلت فيما تهيأ لي الاطلاع عليه منها أو اقتناؤها، هو في خزانة فلان أهو عندي، لئلا يذهب سعي الباحث عنه سدى).
وقد مر الزركلي بمصاعب ومشاق أثناء تحبيره للأعلام فيقول: (وعانيت في تراجم المعاصرين نصباً، بدت لي فيه ظاهرة خلقيه غير مرضيه. في كثير ممن كتبت إليهم أو كلمتهم لاستكمال نقص في ترجمة أب لهذا أو أخ أو قريب لذاك ولم يفعلوا).
والزركلي أحد هؤلاء العلماء والمفكرين والنابهين الذي صب في منعطف واحد وقد رزق به الشهرة والذيوع ويندر أن نجد باحثاً في الثقافة العربية لم يرجع إلى كتاب الأعلام، هذا وإن كثيراً من نماذج المخطوطات التي امتلأ بها الكتاب هي مخطوطات دار الكتب المصرية، ومعهد المخطوطات بالقاهرة وخزائن الكتب الخاصة والعامة بالمغرب الأقصى.
وعليك أيها القارئ الكريم أن تنهل من معينه، وترشف من رحيقه، وتتأمل ما فيه من غريب وما امتاز به من عجيب، ففيه الدرة النفيسة والقصة العجيبة والنكت المهمة والخبر المؤثر. وقد سبر الدارسون من علماء وأدباء ومفكرين أسواره، فوجدوا محاسنه جمة وقد ساقها الأستاذ الفاضل محمود الطناحي في قوله: (ومحاسن الكتاب كثيرة وإن فاتني ذكر هذه المحاسن مجتمعة فإني أشير إلى أبرزها).
وها أنا أسوقها لك أيها القارئ من قوله موجزه:
- الدقة البالغة في تحرير الترجمة.
- ذكر ما قد يوجد من خلاف في الاسم والمولد والوفاة مع الترجيح.
- تنقية بعض كتب التراجم مما علق بها من وهم أو تصحيف أو تحريف.
- الرجوع في توثيق الترجمة الى المصادر المخطوطة.
- الاستعانة بالمراجع الحية من أهل العلم.
- جلاء الغموض الذي يكشف بعض الأعلام .
- التنبيه على بعض الفوائد العلمية.
- الانصاف والبعد عن الهوى .... وأكثر ما ترى ذلك في تراجم المعاصرين.
- الإحالة الذكية إلى أصول المصادر والمراجع .
- ذكر نفائس المخطوطات ونوادرها.
كتلك التي أطلع عليها اصدقاؤه.
- إثبات صور خطوط العلماء قديماً وحديثاً. ويتصل بذلك اثبات توقيعات الخلفاء وصور المحدثين.
- حسن البيان وصفاء العبارة فالرجل كان أديباً وشاعراً.
وما وراء ذلك من حلو الشمائل فهو مما نهج به الخاصة والعامة ممن اتصلوا بالرجل .
(انتهى).
وقيمة الكتاب في هذا الوقت مثل قيمته وقد صدروه للطباعة.
وقد أخذ العلماء ملاحظات تعد طفيفة في الجهد الجهيد الذي بذله الزركلي المؤرخ والشاعر والأديب والدبلوماسي في كتابه هذا، وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد
جاءت محاسنه بألف شفيع
ومما أخذ عليه واستدرك على عمله، فقد أشار اليه الباحث الفاضل أحمد العلاونة حيث قال: (بذل المؤلف ما وسعه من جهد في جمع التراجم وتحريرها بيد أن عمله كأي عمل آخر لا يخلو من مآخذ وهنات وإذا ما قيست مآخذه وهناته بعمله الجريء كانت كأنها لم تكن وأجملت المآخذ بما يلي:
- لم يترجم مشاهير قدماء وعصريين.
- الإيجاز المخل لبعض المشاهير.
- لم يترجم للأنبياء الذين ذكر اسمهم في القرآن لكريم.
- لم يترجم لسلاطين الدولة العثمانية.
- ترجم لمجاهيل أو ممن هم ليسوا أحقاء بالترجمة.
هذا وقد حبر المفكرون ومريدو العلم كلمات جميلات فى الأعلام للزركلي، فالأستاذ محمود الطناحي يقول: (أما الأعلام فهو خير كتاب ألف في بابه بل هو خير ما كتب كاتب في هذا العصر). ويقول: (لا ينبغي أن تخلو مكتبة طالب علم من هذا الكتاب).
ويقول الشيخ علي الطنطاوي: وانصرف أي الزركلي إلى التأليف فترك كتاباً من أعظم ما ألف في هذا العصر وهو الأعلام.
ويقول: خير الدين الزركلي مؤلف الكتاب العظيم الأعلام أحد الكتب العشرة التي يفاخر به أهل هذا القرن القرون السابقات.
والأديب عبدالعزيز الرفاعي يقول: لو سئلت عن أعظم كتاب عربي صدر في القرن الرابع عشر الهجري لقلت دونما تردد أنه الأعلام.
والعلامة حمد الجاسر يقول: كتاب الأعلام لأستاذنا أبي الغيث خير الدين الزركلي أوفى كتاب حديث في التراجم فيما أعلم فهو عصارة فكر بحاثة جليل قلّ أن يضاهيه في سعة اطلاعه على المؤلفات قديمها وحديثها وهو خلاصة مئات من الكتب والمطبوعات ألفت في التراجم بحيث يصح القول بان الأعلام من مفاخر عصرنا الثقافي.
ومن نافلة القول الاشارة الى طبعات الكتاب ولزيادة الطلب عليه طبع عدة طبعات وهي التالية:
الأولى: عام 1347هـ في ثلاثة مجلدات.
الثانية: عام 1377هـ في عشر مجلدات، وكان العاشر منها مستدرك لما في الأجزاء التسعة وأضاف إليه نماذج من الخطوط والصور.
الثالثة: عام 1389هـ في اثني عشر مجلداً منها تسعة مجلدات للتراجم والعاشر المستدرك والمجلدان الأخيران للخطوط والصور وجعلهما الحادي عشر.
وهذه الطبعات الثلاث صدرت في حياة المؤلف وتوفي وهو يعد الكتاب للطبعة الرابعة التي صدرت بإشراف أ: زهير فتح الله عام 1399هـ عن دار العلم للملايين في ثمانية مجلدات كبار ودمجت الخطوط والصور مع التراجم وعن هذه الطبعة صورت سائر الطبعات اللاحقة.
كما أشير إلى أن هذا الكتاب قدم له طلاب العلم خدمات عدة، جاءت على أربعة أقسام وهي:
أولاً: مختصراته
1- معجم الأعلام للأستاذ بسام الجابي.
2- ترتيب الأعلام على الأعوام رتبه وعلق عليه أ.زهير ظاظا، وجعل بآخره فهرساً للأعلام والترتيب صنعه أ.محمد نزار تميم وأ.هيثم نزار تميم.
ثانياً: التذييل عليه
1 - تتمة الأعلام للأستاذ محمد خير رمضان يوسف وجعل بآخره مستدرك على التتمة، ثم طبع الطبعة الثانية عن نفس الدار (دار ابن حزم ببيروت) طبع في ثلاثة مجلدات الأخير منها مستدرك على التتمة.
2- ذيل الأعلام للأستاذ أحمد العلاونة في ثلاثة مجلدات وذكر فيه وفيات عام 1397-1426هـ.
3- اتمام الأعلام للدكتور نزار أباظة والأستاذ محمد رياض المالح في مجلد.
ثالثا: الاستدراك عليه
1- قام الأستاذ أحمد العلاونة بالاستدراك على الأعلام وجعله في الجزء الأول من كتابه المتقدم.
2- الإعلام بتصحيح كتاب الأعلام للأستاذ محمد بن عبد الله الرشيد في مجلد.
3- نظريات في كتاب الأعلام للأستاذ أحمد العلاونة في مجلد.
4- تحقيقات وتصحيحات لكتاب الأعلام للأستاذ محمد أحمد دهمان مقال نشر في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق.
5- الشيخ اسماعيل بن علي الأكوع حيث نشر له مقال في مجلة العرب.
6- الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد حيث قال: (وللأستاذ محمد أحمد دهمان مقال ذكر فيه أوهام الزركلي في الأعلام ولديّ ضعفها فإن نشطت جمعت ما هنالك في كتيب مستقل).
رابعاً: بيان أوهام
1- الإعلام بما وقع في أعلام الزركلي من الأوهام للأستاذ أحمد العلاونة ضمن الجزء الثاني من ذيل الأعلام.
2- فوات الأعلام مع الاستدراكات والاسهام في إتمام الأعلام للأستاذ عبدالعزيز الرفاعي في مجلد راجعه وأعده للنشر الدكتور بهاء الدين عبدالرحمن بن عبد الوهاب - جعله أقسام ثلاثة وهي:
- فوات الأعلام .
- استدراكات على الأعلام.
- الاسهام في اتمام الأعلام.
ولعل المؤلف كان ينوي بمشروع كبير حول الأعلام ولكن المنية اخترمته -رحمه الله-.
وبعد:
* رحم الله خير الدين الزركلي مؤلف الأعلام التحفة فهو كما قيل:
لا زلت تلهج بالتاريخ تكتبه
حتى رأيناك في التاريخ مكتوباً
رحم الله الزركلي الذي يقول في لوعة الفراق قصيدة من عيون الشعر:
العين بعد فراقها الوطنا
لا ساكناً ألفت ولا سكنا
ليت الذين أحبهم علموا
وهم هناك ما لقيت هنا
وتحققت أمنيته، وصارت منيته فما زال الناس يذكرونه وكتابه الأعلام على مدى السنين، فهو القائل لأحد السائلين متفرساً في كتابه (الأعلام):
(كتابي هذا سيذكرني الناس به ألف عام).
وقد أكب عليه ما يفوق ستين سنة ومنهجه بعبقريته وذكائه وجهده وهو ممن أبدعوا التأليف في منعطف واحد، يقول الامام السبكي في طبقات الشافعية:
(وهكذا رأينا من لزم باباً من أبواب الخير فتح عليه غالباً منه).
وقد حام العلماء حول حمي كتابه فبلغت الكتب المؤلفة عن الأعلام ما يقرب من ثلاثة عشر كتاباً.
رحمه الله فهو علامة وعلامة سياسي مناضل مجاهد قوي أديب شاعر ومؤرخ وليس على الله بمستبعد ان يجمع العالم في واحد.
** **
مراجع المادة
- الاتمام في وقفات مع كتاب الأعلام، الأستاذ/ محمد سعيد العبد. جريدة الرياض، 5 ربيع الآخر 1429هـ - 11 ابريل 2008م. رقم العدد (14536).
- آثار الزركلي مجهولة المصير. الأستاذ / قاسم الرويس. جريدة الرياض، الأربعاء 4 صفر 1436هـ - 26 نوفمبر 2014م. رقم العدد (16956).
- الأعلام للزركلي - المعرفة.
- فوائد كتاب الأعلام للزركلي. الأستاذ / فهد بن عبدالله الجريوي. مجموعة مواقع مداد. 18 من ذي القعدة 1438هـ - 11/8 - 2017م.
- خير الدين الزركلي المؤرخ والأديب والشاعر صاحب كتاب الأعلام - لمحات من حياته. إعداد الأستاذ/ أحمد بن محمود الداهن. شبكة الألوكة.
** **
- قراءة: حنان بنت عبد العزيز آل سيف - بنت الأعشى -
عنوان التواصل: hanan.alsaif@hotmail.com