نشر خبر عن أسرة كندية في إحدى الصحف العالمية بأن ثلاثة من الأبناء قد أصيبوا بمتلازمة جينية نادرة حيث تبين أنهم تعرضوا لما يُعرف باسم (التهاب الشبكية الصباغي) الذي تبدأ فيه الخلايا الموجودة في الشبكية بالتكسر والتلف وهي الجزء الخاص بضوء العين وقد ظهرت أعراضه عليهم في سن الطفولة عندما وجدوا صعوبة في الرؤية أثناء الليل وعند مراجعة أحد خبراء طب العيون أخبرهم بأن هذا المرض ليس له علاج في الوقت الراهن ومع كل أسف مع مرور الوقت يصبح الأمر أكثر تعقيداً وقد تنبأ عدد من الأطباء بإصابة الأبناء بالعمى الكامل في عمر الثلاثين.
الخبر كان بمثابة رصاصة أصابت قلب الأبوين وخلفت الكثير من الألم والحزن على أبنائهم مما أثر ذلك على حياة الأسرة بأكملها.. ومع مضي الأيام بدأ الأب يتقبل الأمر شيئاً فشيئاً مما جعله يفكر خارج الصندوق فقرر أن يصطحب أبناءه وزوجته في رحلة طويلة حول العالم وذلك لملء الذكريات البصرية الحقيقية لأبنائه المهددين بالعمى بأفضل وأروع الصور وأن يستمتعوا بتلك المناظر الخلابة التي يمكن رؤيتها عن قرب بدلاً عن الوسائل الأخرى. حينما نمعن النظر في مشهد الأسرة الكندية وكيف أن المرض الذي اجتاحهم حثهم على أمر لم يكن يدركوا أهميته من قبل وهو أن تقضي حياتك بنهج الاستمتاع بها وبكل ما هو حولك ولا تتشبث بما يكدر صفو عيشك، وهذا ما أشار إليه الكاتب (مايك ويكينج) في كتابه فن بناء الذكريات حين قال: تمر بنا الأيام دون أن تترك أثراً بينما تبقى بعض اللحظات السعيدة معنا مدى الحياة. أخيراً أصنع ذكرياتك للغد عبر الاستمتاع بالحاضر فلا أحد يستطيع أن يجعلك سعيداً إلا أنت.