فيصل الحمود المالك الصباح
يتيح العرس الديمقراطي الذي شهدته الكويت فرصة ثمينة لتجديد الحياة السياسية في البلاد «وفقاً للتوجيهات السامية نحو تصحيح المسار» بإرساء علاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية قائمة على التعاون وتغليب المصلحة الوطنية العليا على ما دونها، فقد جرت العملية الانتخابية بسلاسة ونزاهة يقل نظيرها في أعرق الديمقراطيات لتدلل على حضارية الكويتيين في ممارستهم السياسية، تشربهم الفكرة التي بذرها الأوائل في أرضهم الطيبة وحرصهم على ديمومة التجربة الديمقراطية الفريدة من نوعها في المنطقة، وكالعادة مشاركة الكويتيين تدل على إيجابيتهم ووعيهم وحسهم بالمسؤولية. تركت أجواء ما بعد ظروف كورونا المتمثلة بغياب الإجراءات الاضطرارية التي فرضها الوباء، أريحية في اللقاءات والنقاشات التي جرت بين الناخبين والمرشحين مما ساهم في توسيع هوامش التوافقات على القضايا الوطنية، ودللت مشاركة مختلف القوى السياسية على مناخات الثقة السائدة بين مكونات المشهد السياسي الكويتي مما يوفر أرضية ملائمة للتفاعل الإيجابي والخلاق في خدمة البلاد والعباد، ما كانت هذه المناخات ممكنة لولا جهود حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح -حفظهما الله ورعاهما-، من خلال المضامين التي ذكرها الخطاب السامي التاريخي لأجل إشاعة أجواء الطمأنينة، من شأن هذه العوامل أن تكون وصفة نجاح لتعزيز الاستقرار السياسي الداخلي ولا يغيب عن أطراف العملية السياسية في البلاد ضرورة اتخاذ قرارات تعطلت لسبب أو لآخر، والمضي قدماً في عملية البناء ومجاراة التطورات التي تشهدها المنطقة والعالم، أدى الكويتيين واجبهم الوطني بإدلائهم بأصواتهم لنجاح العرس الديمقراطي وسادت أجواء الثقة والحرص ويبقى البناء على هذه الأرضية الصلبة مرهوناً بالأداء تحت القبة.