ما من شكٍّ في أنَّ اللهجات العامية في الوطن العربي في غالب مفرداتها امتدادٌ وتطورٌ للغة العربية الفصحى، فأغلب الألفاظ المستعملة فيها -وإن تعرضت بناها الصرفية والنحوية للعبث والتغيير- ذات أصلٍ فصيحٍ في مستوييها المعجمي والدلالي، وأمَّا الألفاظ ذات الأصل الأعجمي فقليلة جداً في العامية العربية المعاصرة، ولا تكاد تذكر مقارنة بالألفاظ الفصيحة، وبخاصة في بلدان المشرق العربي.
ووفقًا لذلك فإنَّ المنطق يفرض أن تكون ظاهرتا الشيوع والاندثار في المفردات العامية منسجمةً مع مثيلتيها في الفصحى، بحيث يشيع في العامية ما كان شائعًا كثير الاستعمال في الفصحى، ويقل أو يندثر فيها ما كان نادرًا قليل الاستعمال في الفصحى.
لكننا عند التأمل في بعض الألفاظ الشائعة في العامية المعاصرة نجدها تتخذ منحى مغايرًا لمسار تلك الألفاظ في الفصحى؛ إذ اندثرت مفردات كانت في غاية الشيوع في اللغة الفصحى، وشاعت في الدلالة ذاتها مقابلاتٌ لها أقلُّ منها شيوعًا، وربَّما أهملوا استعمال لفظٍ كان شائعًا في الفصحى استغناءً بتقديره، وربما أهملوا ألفاظًا دون استعمال مقابلاتٍ لها وأحيانًا يكون المقابل الشائع في العامية مستعملًا في الفصحى في سياقٍ خاصٍ، ثم توسعت دلالته في العامية ليشمل كل السياقات، ويحل بديلًا عن اللفظ الأصلي الشائع في الفصحى.
وأحيانًا تستعمل تلك المفردة الفصيحة في العامية استعمالًا جزئيًّا في صيغٍ دون أخرى، كأن يقتصر الاستعمال على الفعل دون المصدر أو العكس، أو على الفعل الماضي أو المضارع أو الأمر دون أخويه.
وفي أحيان أخرى لا يكون لذلك المقابل الشائع في العامية في جميع استعمالاته أصلٌ فصيحٌ في تلك الدلالة مطلقًا.
وسوف أستعرض فيما يأتي أمثلةً لكل استعمالٍ من الاستعمالات السابقة، ولكن لا بد قبل ذلك من الإشارة إلى أنني لست بصدد إثبات أو نفي فصاحة الكلمة أو تطابق دلالتها بين العامية والفصحى، ولا بصدد تلمُّسِ أصلٍ لاستعمالها العامي في معاجم اللغة، فكلُّ تلك الاحتمالات واردةٌ فيما سأورد من ألفاظ، وإنَّما الهدف منحصرٌ في تسليط الضوء على ظاهرتي الشيوع والاندثار؛ لأنه حتى لو كان لذلك الاستعمال أصل فصيحٌ مطابقٌ للاستعمال الحالي فإنَّ مسألة طغيان استعماله بذلك المعنى النادر في الفصحى وإهمال مقابلاته الشائعة فيها هو محل التساؤل والإشكال.
كما أود التنويه بأنني اعتمدت في أحكامي بالشيوع والاندثار على لهجة منطقة نجدٍ التي أنتمي إليها، وأحسب أنني عرف دقائق كلامها، ولا أزعم أنني بلغت من الإحاطة بكلامها مبلغًا يخولني للجزم بما وصلت إليه من نتائج، لكني -وبحكم انتمائي إلى تلك المنطقة من جهة، وولعي وكثرة تأملي في مفردات وتراكيب لهجتها من جهة أخرى- أحسب أنني وصلت إلى قدرٍ من المعرفة يسمح لي بعرض ما وصلت إليه من نتائج حول ظاهرتي الشيوع والاندثار في لهجة تلك المنطقة.
وأمر ثالث لا بد من الإشارة إليه، وهو أنني اعتمدت في نسبة الاستعمال، وكذلك في شيوعه واندثاره في لهجة أهل نجد إلى الاستعمال الأصلي لأهل تلك البلاد قبل انتشار عمليات النزوح والاستيطان في المدن الكبرى التي بدأت في النصف الثاني تقريبًا من القرن الرابع عشر، متزامنةً مع توحيد المملكة، وما نجم عنه من تفشي ما يسمى اللغة البيضاء، تلك اللغة التي تداخلت فيها اللهجات، واختلط فيه الأصيل بالدخيل، وتسربت عن طريق وسائل الإعلام إلى أكثر اللهجات العامية مفرداتٌ فصيحة وأخرى مولَّدة لم تكن مستعملة من قبل.
وأخيرًا فقد لفت نظري في أثناء جمعي لهذه المفردات، ومن خلال ملاحظتي لها في اللهجات العربية في المشرق العربي خاصَّة أنَّ كثيرًا من مظاهر الشيوع والاندثار التي لاحظتها في مفردات لهجة نجد تنطبق على أكثر اللهجات العربية، لا في الجزيرة العربية فحسب، بل في جميع أقطار المشرق العربي، وربما المغرب أيضًا، وهذا يعني أنَّ اندثار تلك المفردات وشيوع بدائلها يعود إلى زمنٍ متقدم نسبيًّا.
ولعل في ذلك ما يدفع المتخصصين اللغويين من أبناء الجزيرة وغيرهم إن وجدوا في هذه الملاحظات ما يثير اهتمامهم أن يتجاوزوا هذه التأملات العجلى إلى عمل دراسات علمية رصينة تتجاوز مرحلة الملاحظة العابرة إلى مراحل أكثر عمقًا، وتسعى إلى حصر الألفاظ الفصيحة المندثرة في اللهجات العربية، وتتتبع هذه الظاهرة تاريخيًا، ترصد مراحل تطور هذه الألفاظ، وصولًا إلى إيجاد تفسيرات علميَّة لاندثارها وشيوع بدائلها.
أولاً: ما اندثر من الألفاظ الشائعة في الفصحى وشاع مرادفه الفصيح
1 - (حضر)، واستغنوا عنه بمرادفه (جاء)، مسهَّل الهمزة (جا).
وكذلك (أحضر)، وشاع بديلًا له في عامية نجد (جاء بـ)، لكنهم يتعاملون مع هذا التركيب المكون من الفعل والحرف على أنَّه كلمة واحدة بسيطة، بدليل أنهم يقولون (جبت)، و(جبنا)، فيصلون بهما الضمير.
2 - (أراد)، ويستعملون مكانه في الماضي مرادفه الأقل شيوعًا (بغى)، وأمَّا المضارع فالشائع في كلامهم حذف الغين (يبي)، وقد يبقونها.
3 - (أغلق)، ويستغنون عنه بمرادفه الأقل شيوعًا (صكَّ).
4 - (وقع)، واستغنوا عنه بمرادفه غير الشائع (طاح)، كما يستعملون مرادفه الفعل (سقط) استعمالاً محدودًا للوقوع في المكان المنخفض، كالحفرة ونحوها، ثم استعملوه مجازًا للدلالة على الغياب أو الاختفاء.
5 - (قفز)، واستغنوا عنه بمرادفه الأقل شيوعًا (طمر).
6 - (انتهى)، واستعملوا مكانه (قضى) و(خلص) بتخفيف اللام، وتشديدها شائع مؤخراً، وهو استعمال حديث.
7 - (استطاع)، وشاع مرادفه (قدر).
8 - (استحقَّ)، واستغنوا عنه بمرادفه الأقل شيوعًا (استأهل) بتسهيل الهمزة، كما شاع في موضعه (سوي)، ومضارعه (يسوى)، والثاني منهما فصيحٌ نادر.
9 - (غضب)، وشاع في موضعه مرادفه (حنق)، وأكثر منه شيوعًا (حمق)، ويصوغون منه اسم الفاعل (حمقان)، مع أنَّ أكثر استعمالها في الفصحى مرتبطٌ بخفة العقل.
10 - (طفل) و(صبي)، وشاع في موضعهما (بزر)، وهي فصيحة، لكنها غير شائعة. وشاع في كلامهم (صبي) في موضع خادم، كما شاع استعمال مصغَّره في سياق النداء كثيرًا، فيقولون (يا صْبَيْ)، وقلَّ في غيره.
11 - (أمام) و(خلف)، واستغنوا عنهما بمرادفهما (قدام) و(وراء) بتسهيل الهمزة (ورا).
12 - (ماذا) و(ما)، وشاع بديلًا عنهما (وش)، وهي محرَّفة عن (إيش) منحوتة (أيُّ شيءٍ)، كما شاع في كلامهم (ورا) و(ليش) و(ليه) في مقابل (لِـمَ) و(لماذا)، فأمَّا (ليش) فمركَّبة من اللام (وإيش)، مسهَّلة الهمزة، وأمَّا (ليه) فمحرَّفةٌ عنها، ولا تبدو أصيلةً في كلامهم، بل الأرجح أنَّها تسربت إلى لهجتهم من خارج الجزيرة في زمنٍ متأخر.
13 - (ليس)، وكذلك (لن)، وبديلهما الشائع في شمال نجد (ما) مركَّبة أحيانًا مع الضمائر، فيقولون: (ماني) و(ماهو)، وأغلب مناطق نجد يحذفون الألف، ويصلون ما بعدها بالباء، كما فعلوا مع (جاء)، فيقولون: (منيب) و(مهوب).
(لـمْ)، وشاع في موضعها (ما) مع قلب المضارع ماضيًا، كما استعملوا (ما) مع المضارع قليلاً في الزمن المستقبل خاصة.
14 - (حتى) الغائية، واستغنوا عنها بمرادفتها (إلى).
15 - (ربَّما)، واستغنوا عنها بـ (يمكن)، أو بـ (لعل).
16 - (لـمَّا)، وكذلك (إذ)، ويستعملون في مواضعهما كلمة (يوم).
17 - (كي) التعليلية، ويستعملون مكانها اللام قليلاً، و(عشان) كثيرًا، ويبدو أنَّ أصلها (على شأن)، ولا تبدو فصيحةً في هذا المعنى.
18 - حرف التشبيه (الكاف)، واستغنوا عنه بمرادفه (مثل).
19 - (منذ) و(مذ)، واستغنوا عنهما بمرادفتهما (مِنْ) لابتداء الغاية.
20 - (أيْ) التفسيرية، ويستعملون في مواضعها (يعني).
21 - حرف الجر (في) لمعنى الظرفية غير مستعمل في شمال نجد، كالزلفي والقصيم وحائل، ويستغنون عنه بالباء، والأمر على العكس تمامًا في بقية المناطق؛ إذ يقتصرون في معنى الظرفية على (في)، دون الباء.
22 - حرفا الاستفهام (الهمزة) و(هل)، واستغنوا عنهما بتقديرهما.
ثانيًا: ما اندثر من الألفاظ الفصيحة وشاع مرادفٌ له مستعملٌ في الفصحى في سياقات خاصة
1 - (ذهب)، وشاع بديلاً له الفعل (راح)، مع أنَّ أصل استعماله في الفصحى خاصُّ بوقت الصباح. كما شاع استعمال الفعل (ودَّى) في مقابل (ذهب بـ)، وهو بهذا اللفظ فصيحٌ، والواو فيه منقلبة عن الهمزة، والأصل (أدَّى)، لكنَّه غير شائعٍ في هذا الاستعمال.
2 - (وضع)، وشاع بديلًا له الفعل (حطَّ)، وهو بهذا المعنى فصيحٌ بلا شك، لكن استعماله في الفصحى ينحصر في الغالب في تركيبات معيَّنة، كحطِّ الرحال، أو الأحمال، أو الذنوب والخطايا، أو ما يحطُّه السيل، ونحوه.
3 - (حمل)، واستعملوا مكانه (شال)، وهو فصيحٌ، لكنَّ استعماله في الغالب خاص بسياقات معينة يأتي فيها لازمًا مرادفًا للفعل ارتفع.
4 - (استيقظ)، ويستعملون مكانه الفعل (قام)، وهو فصيحٌ، لكنه في غالب استعمالاته الفصيحة لغير النوم، وربَّما استعملوا (صحا) بالألف، وأحيانًا (صحي) بالياء، وأصل استعماله في الفصحى للإفاقة من المرض أو السكر.
5 - (عمل) وكذلك (فعل)، واستعملوا مكانهما الفعل (سوَّى)، وهو مستعمل بهذا المعنى في الفصحى، ولكن في سياقات خاصة تحمل دلالات إضافيَّة، منها الكمال والاستقامة.
6 - (وجد)، واستغنوا عنه بـ(لقي)، مع قلب الياء ألفًا، وهو بهذا المعنى فصيحٌ، لكن معناه في الفصحى يدور حول معنى المواجهة، ولذلك فإسناده في الغالب للعاقل.
7 - (انتظر)، واستعملوا مكانه (تحرَّى)، وهي فصيحةٌ، لكنها تحمل في الفصحى مع الانتظار معنى التطلع والرجاء، وصاغوا منه مصدرًا غير فصيح، وهو (حِرْية)، للدلالة على قرب وقوع الشيء، ثم توسعوا في دلالتها فاستعملوها في مقابل (احتمال)، كما استعملوا في موضعه (احترى)، وهو قلبٌ مكانيٌّ غير فصيح، واستغنوا عنه أيضًا بـ (تنى)، وأصله فصيحٌ من (تأنَّى).
8 - (استحمَّ) و(اغتسل)، واستملوا مكانهما (سبح)، وهو استعمال فصيحٌ، لكنَّ سياقه في الفصحى خاصٌّ بالاغتسال في النهر والبحر ونحوهما، وأمَّا (تروَّش) فليست أصيلةً في كلامهم، ولعل اشتقاقها من رشِّ الماء.
9 - (غدًا) بمعنى اليوم التالي، واستعملوا مكانه (باكر) و(بكرة)، وهما في الفصحى للدلالة على وقت الصباح خاصة.
10 - (ذكر) في مقابل (الأنثى)، واستعملوا مكانه (ولد)، مع أنَّها في الفصحى للدلالة على الذكر والأنثى
11 - (ابن) في مقابل (بنت) مجرَّدًا أو مضافًا إلى الضمير غير مستعمل في كلامهم، ويستعملون مكانه (ولد). ويشيع استعماله عندهم إذا أضيف إلى الظاهر المجرد في معرض النسب، كـ(محمد بن صالح)، و(ابن صالح)، وأمَّا الظاهر المحلى بـ(أل) فلا يستعملونه معه إلا في معرض الثناء أو الشتم، كـ(ابن الحلال) و(ابن الأجواد)، و(ابن الحرام)، ونحوه.
ثالثًا: ما اندثر من الألفاظ الفصيحة في بعض تصريفاته، وشاع في تصريفات أخرى
1 - (نظر)، وكذلك (رأى) البَصَريان ماضيين، واستغنوا عنهما في بادية نجد وبعض بلدان جنوبه بـ(عاين)، وهي فصيحة غير شائعة، وفي حاضرتها بـ(شاف)، ولها في الفصحى دلالة على الرؤية في استعمالات خاصة، من نحو قولهم (تشوَّف) إذا تطلَّع، كما استعملوا من الفعل (نظر) صيغة (فاعَلَ) ومشتقاته، فيقولون: (ناظرَ، يناظر، ناظِرْ)، وكذلك المصدر (مناظَر) واسم الفاعل واسم المفعول، وهو في الفصحى للدلالة على المحاورة والمناقشة، واستعملوا من (رأى) المضعَّف (ورَّى) والمضارع والأمر منه، وهي فصيحة. وأمَّا إذا كان (نظر) للنظر بمعنى الرغبة أو التأمل و(رأى) للرؤية العلمية فالشائع استعمال مصدرهما (النظر) و(الراي) بتسهيل الهمزة، وأقل منه استعمالًا المضارع، واندثر استعمالهما ماضيين.
2 - (عَلِمَ) مجرَّدًا ماضيًا وأمرًا غير مستعملٍ في لهجة نجد، واستغنوا عنه بمرادفيه الفصيحين (عرف) و(درى)، فيما شاع فيها استعمال المصدر (عِلْم)، وندر استعمال المضارع. كما شاع استعمال (علَّم) مضعَّفًا في أحواله الثلاث بمعنى(أخبر).
3 - (أبصر)، واستغنوا عن الاسم بـ(الشوف)، وعن (أبصر) بـ(شاف)، لكنهم يستعملون المصدر قليلًا بمعنى المعرفة، فيقولون: (ما عندي بصر بكذا)، وشاع في كلامهم استعماله في سياقٍ خاص، فيقولون (بصْرك) و(بصْره)، أي: ما تراه، أو: (أنت وشأنك)، وشاع في موضعها (بكيفك)، و(على كيفك)، ويبدو أنَّهما ممَّا دخل إلى لهجتهم في زمن متأخر، وليسا بأصيلين.
4 - (غلام)، واستغنوا عنها كثيرًا بـ(ولد)، وهو استعمال غير فصيح، كما يعبرون عنه أحيانًا بـ(جذع) وهي فصيحة، واستعملوا منه المصغَّر خاصة، فيقولون: (غليِّم).
5 - الأسماء الموصولة (التي) و(الذين) و(اللائي) و(اللذان) و(اللتان)، واستغنوا عن جميع هذه الصيغ باسم الموصول المفرد المذكر (الذي)، مع تحريفه إلى (اللي).
6- واو جمع المذكر السالم وألف المثنى مع الأسماء، واستغنوا عنهما بالياء، كما استغنوا بواو الجماعة عن ألف التثنية عند الإسناد إلى الأفعال، واستغنوا بضمائر الجمع عن ضمائر التثنية.
7 - شاع في كلامهم من الأسماء الستة ثلاثة: (أب) و(أخ) و(فو)، واندثرت الثلاثة الباقية، فأما (أخ) فلا يستعملونها إلا بالواو، وأمَّا (فو) فلا يستعملونها إلا معربة بالحروف (فم)، مع إبدال الفاء ثاءً، وبعضهم يزيد قبلها همزة وصلٍ، وأما (الأب) فمثل (أخ) بالواو في غالب استعماله، ولهم فيه استعمال نادر بالألف في سياق خاصٍّ، وذلك حين يريدون المبالغة في إلصاق وصفٍ ما بأحد، كقولهم: (أبا النوم).
رابعًا: ما اندثر من الألفاظ الفصيحة، وشاع له مقابل ليس له أصلٌ فصيح في تلك الدلالة مطلقًا
1 - (حزن) ومرادفه (وجد)، وشاع في مقابلهما الفعل (زعل)، مع أنه لا أصل له في معنى الحزن أو الوجد، ودلالته في المعاجم العربية لا تخرج عن معنى النشاط والحركة أو التضور جوعًا، وهو مع هذا نادر قليل الاستعمال.
2 - (أبى) ومرادفه (رفض) لا وجود لهما في لهجة نجد، ويستعملون مكانهما (عيَّا)، وليست بفصيحة، ويبدو أنهم اشتقوها من (العِيِّ)، وهو العجز، وفيه دلالة على الرفض من وجهٍ.
3 - (بلد) ومشتقاتها، وشاع في موضعها (ديرة)، وليست بفصيحة، ويجمعونها على (ديار)، وهي فصيحةٌ، جمع دارٍ، وقد تستعمل في معنى البلدان.
4 - (أنف) لعضو الإنسان، وشاع في مقابله (خشم)، وهو في الفصحى داءٌ يصيب الأنف.
5 - كلمة (فقط)، وشاع في مقابلها كلمة (بَسْ)، كما تستعمل أحيانًا بمعنى (لكن)، مع أنه لا وجود لها بهذين المعنيين في اللغة الفصحى، ودلالتها في المعاجم العربية تدور حول سَوْقِ الإبل أو زجرها.
خامسًا: ما اندثر من الألفاظ الفصيحة، ولم يشع له مقابل فصيح
1 - حرف التوكيد (إنَّ) مع (ما) ودونها لا وجود له في كلامهم، وأمَّا (أنَّ) المفتوحة فيستعملونها مع إمالة الفتحة إلى الكسر، بشكل يجعلها أقرب في نطقها إلى (إنَّ) المكسورة.
2 - حرف الإضراب (بل)، ولم يشع له مقابل في كلامهم.
** **
د. موسى بن ناصر الموسى - أستاذ مساعد بجامعة المجمعة