عثمان أبوبكر مالي
بعد هدوء العواصف (الصفراء) التي سبقت الجولة الخامسة لدوري روشن الممتاز لكرة القدم، خاصة مباراة (الكلاسيكو الأول ) هذا الموسم، التي جمعت بين فريقي النصر والاتحاد على ملعب مرسول بارك في العاصمة الرياض، لاتزال هناك جوانب تحتاج إلى أن تسلط عليها الأضواء وأن تستحضر وتلقى الأضواء عليها ويتم الحديث عنها طويلاً وباستفاضة لتجنبها، بحثاً عن العلاج والحلول وإيقاف ما ظهر فيها من سلبيات تؤثر على الفريقين ومستوياتهما ومشوارهما في المنافسة بينهما وفي عموم مبارياتهما وفي الدوري المثير، هذا المنتج الفخم الذي يلفت الأنظار، ومع الأسف تشوهه بعض التصرفات والقرارات الإدارية وكذلك بعض التصريحات الإعلامية، والتي تجنح بالحديث عنه بعيداً عن المستطيل الأخضر وعن الجوانب الفنية والرياضية على نحو ما حدث مع أول لقاء كبير للفرق والدوري وأول كلاسيكو هذا الموسم وهو مواجهة الأصفرين النصر والاتحاد.
من المسلم به عند غالبية من تحدث ويتحدث عن المباراة (بعد انتهائها) أنها جاءت متأثرة جداً بالإحداث التي سبقت إقامتها والتي لاحقتها أثناء دقائق لعبها، إذ جرت في أجواء مشحونة جداً بالضغوط والتربصات والقضايا والإشكالات، جعلتها (عصبية انفعالية) قبل انطلاقتها، وتأثر بها الأداء الفني كثيراً جداً وسيطر على اللعب والأداء (التراجع الخلفي) المبالغ فيه - خاصة في الجانب الاتحادي - وأيضاً على أداء وانضباطية وتراجع العديد من اللاعبين - في الجانب النصراوي - مما جعلها مباراة (مقفلة) خالية من الإثارة والمتعة والأهداف التي هي حلاوة المباريات، مع أن الجولة شهدت أهدافاً مثيرة منوعة وجميلة، لم يكن للقاء الفريقين نصيب منها، وهذا على عكس مبارياتهما في السنوات الأخيرة، والتي كانت مثيرة وحافلة بالأداء والمتعة البصرية ( كرويا) والسبب في غيابها في هذه المباراة تبعات خروج الناديين من الملعب قبل المواجهة وبوقت طويل ومؤثر، وانعكاس ذلك عليها في الملعب قبل انطلاقتها وأثناء مجرياتها في الأداء والمستوى وحتى بعد انتهائها في الإشارة عن مصاحبات لها كانت تستوجب التوقف والحديث عنها ومن أهمها (جماليات) استخدمتها الجماهير الغفيرة في مدرج النصر واحتفاليتهم بفريقهم على طريقتهم، والمؤكد أن هناك (إضافات) كان يمكن أن نراها، لكن يبدو أنها كانت تنتظر هز الشباك بأهداف ملعوبة أو حتى بهدف (استروبيا) وبالمثل كان في المدرج الآخر مدرج العميد جوانب تتجاوز حضورهم الجيد والمعتاد إلى ما هو أكبر وأعمق وأظهر للروح الرياضية والعلاقة (الحقيقية) بين الناديين الكبيرين، والتي لن تغيرها التصرفات التي تأتي من الإدارات أو الداعمين لها، فمهما طال وجود وبقاء الأسماء التي خلف ذلك؛ تبقى عابرة وتأخذ وقتها القصير ثم تغادر، وقد لفظتها صفحات الناديين وسجلات (علاقة وطيدة طويلة وعريقة ومميزة) بينهما تمتد إلى سنوات طويلة دوّنها التاريخ بمداد من ذهب.
كلام مشفر
«إذا كانت السطور الأخيرة تبين (بالإشارة) من هم خلف إفساد المباراة وقبلها العلاقة الوطيدة بين الناديين الكبيرين، فإن بعض التصرفات التي ظهرت بعد انتهاء المباراة في (منصة) مدرج نادٍ من حماقة و(جعصنه) لا علاقة لها بالروح الرياضية، وما ظهر في الجانب الآخر في (منصة) التصريحات الإعلامية من تبريرات (واتهامات) باطلة تحّمل النتيجة لأطراف ليست مسؤولة عنها، إنما هي أحد أكبر الشواهد - من وجهة نظري - على من (يعمق) إفساد ما بين بعض أنديتنا من قبول وروح رياضية سواء بتعمد فاضح أو جهل مركب.
«من الإضافات الجميلة والعابرة أو الوقتية في المباراة من قبل الجماهير في مباراة النصر والاتحاد (مبادرة) رابطة جماهير العميد في الرياض، التي تبرعت قبل المواجهة بصناديق مياه وزعت مجاناً في المدرجات لتكون (صدقة جارية) عن فقيد النصر والرياضة الكابتن (خالد الزيلعي) الذي انتقل إلى رحمة الله قبل ساعات من انطلاقة المباراة وهو في عمر مبكر (35 سنة)
«أسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. وننتظر حتماً مبادرات فاعلة أخرى من الوسط الرياضي، وخاصة في ناديه ومن زملائه اللاعبين، تجسد بشكل أكبر وأعمق العلاقة الوطيدة والمواقف الإنسانية المتكررة في مثل هذه الظروف من لاعبينا ورياضيينا عموماً.
«كل كاتب - أي كاتب - مسؤول عن ما تقوله سطوره بوضوح ويحاسب عليها، وليس معنياً بما يفهمه الآخرون، خاصة المتعودين على التآمر أصحاب الفهم السقيم!!