د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي
تتواصل جهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لصناعة التحول في جميع مناطق المملكة بما يمتلكه سموه من فكر ثاقب ورؤية عميقة وقدرة على تكثيف الحراك والمتابعة الفاحصة والتحديق نحو المستقبل بعقل منفتح، فسموه يمثِّل القوة الدافعة للتغيير الإيجابي والحنكة الموجهة للتنمية والبناء، كما أن فكره وطموحه ملهم للشباب والأجيال ومستجيب ومواكب لمتطلبات الحاضر وتطلعات المستقبل.وضمن هذه الجهود والأفكار التطويرية جاء إطلاق شركة (داون تاون السعودية) لإنشاء وتطوير مراكز حضرية ووجهات متعددة في 12 مدينة في مختلف مناطق المملكة التي تتمتع بميزات متنوعة وقدرات تنافسية تخدم الاقتصاد الوطني، ومن أهداف هذه الشركة العملاقة الإسهام في تطوير البنيات التحتية للمدن، وتعزيز الشراكات الإستراتيجية مع القطاع الخاص والمستثمرين وتوفير العديد من الفرص الاستثمارية، واستهداف تطوير أكثر من 10 ملايين متر مربع للمشاريع المصممة وفق الطابع الحديث والمُستمد من روح مناطق المملكة وثقافتها، ونسيجها العمراني المحلي بحيث تلائم كل منطقة وإمكانياتها وميزاتها البيئية والتراثية وقدراتها، وتشكل الشركة الحديثة فضاءات جديدة للتنمية والبناء والتطوير.
ويستهدف صندوق الاستثمارات العامة من خلال شركة (داون تاون السعودية) تنشيط الحركة التجارية في تلك المدن، وتعزيز الخطط الاستثمارية فيها، وتوفير العديد من فرص العمل للشباب والشابات السعوديين، وإتاحة الفرص لقطاع الأعمال للتوسع في مناطق جديدة وتنويع الأنشطة الاستثمارية حسب بيئة كل مدينة واحتياجاتها وإمكانياتها، حيث يلعب صندوق الاستثمارات العامة دوراً أساسياً في تطوير وتمكين القطاعات الواعدة، والإسهام في تنويع الاقتصاد وزيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي ولدى الصندوق قدرات كبيرة وأثر فاعل بوصفه لاعبًا جديدًا وجريئًا في عالم الاستثمار ولديه دور بارز وواضح في صياغة التحول باقتدار، وستسهم مشاريعه في ضخ المزيد من الدم في شرايين الاقتصاد السعودي، وتعزِّز تحقيق مستهدفات رؤية 2030 .
هذه الجهود المتتالية والمبادرات المتلاحقة والمشاريع العملاقة التي تهدف إلى تطوير المدن والمناطق وتنويع الاستثمار والموارد وتوسيع حركة التجارة، وتحقيق جودة الحياة ورفاهية المواطن وتطوير وتحسين الخدمات تأتي في إطار العناية الكريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، ولا شك أن تلك الجهود ستنعكس بجلاء على إحداث قفزات تنموية إضافية وارتقاء ملموس بمستوى الخدمات، بالاستفادة من عقول وسواعد أبناء الوطن واستقطاب المزيد من الاستثمارات بالاستفادة من التنوع البيئي والمناخي والميزات التنافسية لكل مدينة ومنطقة وتوفير خيارات استثمارية متعددة لرجال الأعمال.
وبإطلاق هذه الشركة العملاقة في ظل الرعاية الكريمة تكون المملكة العربية السعودية أمام وثبة حضارية جديدة، ونهضة استثمارية واعدة، ومرحلة أخرى من مراحل قطف ثمار الرؤية المباركة التي تجسد الأفكار النيرة لسمو ولي العهد، وتعكس الطموحات اللا محدودة لقائد التغيير الذي لا يتوقف عن التفكير في صناعة مملكة المستقبل.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين ومتعهما بتمام الصحة والعافية، وحفظ بلادنا من كل شر ومكروه، وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار والوفرة والرخاء.