ميسون أبو بكر
قاعة القيروان كما أطلقت عليها وزارة الثقافة في بادرة لإطلاق مناطق تونسية على قاعات الندوات في معرض الرياض الدولي للكتاب، كون تونس هي ضيف المعرض هذا العام، سعدت بتقديم ندوة تكريم الأديب الراحل عبدالمقصود خوجة في تلك القاعة في يوم الافتتاح بمشاركة أساتذة في الثقافة ومجموعة من النخب في المجتمع الثقافي لكلّ منهم سيرته ومسيرته، أرادت وزارة الثقافة تكريم هذا الرجل الذي كتب إليه ذات مرة الراحل د غازي القصيبي مبتدئاً رسالته؛ إلى وزارة الثقافة «عبدالمقصود خوجة»، والذي شهد له الأساتذة الحاضرون بدعمه الثقافي للمشهد في المملكة وللمثقف العربي بشكل عام الذي حول منزله لمركز ثقافي والمنصة تكريماً لأهل الفكر والأدب بلغ عددهم قرابة أربعمائة وأربعين عالماً ومفكراً وأديباً في إثنينية خوجة التي يشير لها القاصي والداني بالبنان.
د. عبدالله الغذامي في محاضرته أدهش الحاضرين بقصة المحبرة التي لم يكن البعض يعرف عنها، وهي مبنى النادي الأدبي بجدة الذي أقيم على تصميم محبرة وحين لم تساعد الإمكانات المادية على إتمامه دعم المشروع مادياً الأديب عبدالمقصود خوجة آنذاك، وطلب د. الغذامي من وزارة الثقافة تتمة المشروع عله يرى النور ثانية ويصبح معلماً بارزاً من معالم جدة، رئة البحر.
ابن الراحل المهندس محمد سعيد خوجة ذكر ملامح إنسانية للراحل كما علاقته بالأسرة والأصدقاء ودأبه وجده في المشوار الثقافي الذي اختاره في حياته.
لعل مما أثر بي وهز وجداني مشاركة الأديب د محمد الحسن الذي كان رفيقاً ومساعداً للراحل خوجة في الإثنينية وإصدار الكتب وتكريم الأدباء ومسيرة الثقافة مع عدد محدود من الأفراد والجنود المجهولين.
د عبدالمحسن القحطاني رئيس نادي جدة السابق كانت لكلمته المرتجلة شجون وتاريخ يسجل للأديب خوجة الذي ربطته به علاقة رائقة ومع إثنينيته بجدة.
د محمد المشوح والأستاذ محمد رضا نصرالله أعلام في الإعلام والأدب تحدثوا بما منح الراحل حقه من الذكر والتقدير.
وزارة الثقافة الشابة في روحها الوثابة ونشاطها كشفت عن مشروعها خلال الندوة والتي مايست قلوب الحاضرين فرحاً وسعادة وهو مشروع تطوير شارع الأديب عبد المقصود خوجة بجدة بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان ليظهر بصورة إبداعية مستلهمة من الإثنينية التي نظمها خوجة لأربعة عقود حيث سيشهد الشارع أنشطة ثقافية متنوعة، وهو ليس غريباً على بلد الوفاء المملكة العربية السعودية التي تقدر الجميل وتكرم الأوفياء وما وزارة الثقافة إلا ابنة بارة لهذه الدولة العظيمة ولرؤيتها الخلاقة التي إن شهدت كوني مشتغلة بالإعلام الثقافي لأشهد لوزارة الثقافة بالتفوق والإبداع بكل هيئاتها وأخص هيئة الأدب والنشر والترجمة التي ترعى البرنامج الثقافي بتميز وتنظيم مبدع.
القيروان التي زرتها قبل خمسة عشر عاماً في زيارة عمل لتونس مع فريق وزارة الثقافة والإعلام السعودية لتسجيل حلقات ليالينا العربية بالمشاركة بين التلفزيون السعودي والتونسي حضرت في الرياض كاسم رنان وتاريخ يشهد للمدينة العريقة.
هنيئاً لمشهدنا الثقافي المزهر وللمثقفين الذين يعيشون أوج مجدهم في زمن ارتكزت عليه رؤية البلاد على الثقافة والفنون والإبداع.