بدر بن عبدالمحسن المقحم
مع حلول مساء الأحد الماضي الموافق 3 أكتوبر 2022م أكملت الهدنة المتفق عليها بين الحكومة الشرعية اليمنية والجماعة الحوثية شهرها السادس حيث سمحت الهدنة خلال الأشهر الستة الماضية، بتدفق واردات الوقود من ميناء الحديدة وبدأت الرحلات المنتظمة تصل تباعاً بين مطارَيْ عمان وصنعاء المغلقين منذ 7 سنوات وانفراج معضلة سفر المرضى للخارج وتراجع المعارك بين طرفي الحرب على الرغم من الرفض الحوثي في إعادة فتح الطرق الرئيسية لمدينة تعز المحاصرة من قِبلهم وعدم تنفيذهم اتفاق ستوكهولم عام 2018م القاضي بإيداعهم إيرادات الوقود وميناء الحديدة في حساب بالبنك المركزي فرع الحديدة الذي تدفع به الرواتب، ووفق وكالة الأنباء الحكومية (سبأ) ندد رشاد العليمي رئيس مجلس قيادة الرئاسة اليمنية بـ(موقف المليشيات الحوثية المعادي لجهود السلام والمساعي الحسنة لوقف نزيف الدم)، مؤكداً على (أهمية مضاعفة الضغوط الدولية لدفع المليشيات إلى التعاطي الجاد معها، وتغليب مصلحة الشعب اليمني على مصالح قادتها وداعميهم الإيرانيين)، على هذا الصعيد تجددت النداءات الأممية على لسان مبعوث الأمم المتحدة بتجديد الهدنة إلا أنه قوبل برفض حوثي مما ترتب عليه تجدد المعارك بين قوات الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي وبعد ساعات من انتهاء التهدئة وإخفاق جهود الأمم المتحدة في التوصل لاتفاق على تمديدها، وقد اتهمت الحكومة اليمنية في وقت سابق الحوثيين بالتعامل مع الهدنة بوصفها فرصة للابتزاز وتقديم مصالح إيران على مصالح الشعب اليمني حيث اندلعت اشتباكات في جبهتي الضالع وتعز، بين قوات الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي وبعد ساعات على انتهاء التهدئة المنوه عنها آنفاً، وفي هذا السياق أكد الناطق باسم محور تعز في الجيش اليمني، العقيد عبد الباسط البحر قوله إن (مليشيا الحوثي استهدفت بالمدفعية والأسلحة المتوسطة والثقيلة وقذائف الهاون مواقع الجيش في عدة مناطق بمحافظة تعز).
إن نظرة فاحصة للسلوك الحوثي تدل على أنهم لا ينوون السلام أو الانخراط في العملية السياسية بل الإصرار على ابتلاعهم للدولة اليمنية واقتراف كل أصناف التقتيل والتعذيب والاعتقال القسري ضد الشعب اليمني وتدمير الممتلكات العامة والخاصة ومحاصرة المواطنين هناك بسياسات القمع والتجويع دون الاكتراث بازدياد معدلات الفقر والأمراض المختلفة أو حالات الإعاقة الجسدية والذهنية أو النقص الحاد في المواد الغذائية الأساسية أو ارتفاع نسبة الإحباط النفسي أثر الخوف والهلع الذي يعيشه المواطن اليمني بفعل حكمهم السلطوي الجائر.
إن خواء الجماعة الحوثية من أي فكر إسلامي معتدل أو مشروع سياسي يرضي كافة المجتمع اليمني ويتماشى مع طبيعة الشعب اليمني المسلم وتركيبته العربية الأصيلة فضلاً عن عدم استعدادهم للحلول السياسية جعلت من تلك الجماعة مكروهاً في الداخل اليمني وخارجه بسبب أن تلك العصابة لا تمثل إلا أقل من 5 % من الشعب اليمني ولا ترتبط معه في أي مشتركات مذهبية أو فكرية أو اجتماعية بل هي في الحقيقة نبتة إيرانية دخيلة زرعت في الأرض اليمنية من أجل أن تكون مطية لهيمنة إيران على المنطقة وبالذات المشرق العربي منه وتنفذ سمومها المقيتة ضد أبناء العقيدة السنية الصافية لمصلحة فكر فاسد يعمل على نشر الفوضى وعدم الاستقرار في أرجاء العالم العربي، الأمر الذي يستوجب إزالة هذا الورم السرطاني من جسد الأمة العربية من خلال تضافر الجهود كافة وبالذات جهود الشعب اليمني الشقيق في الداخل وقيادته الجديدة من خلال هبة شعبية عارمة ضد هذه الطغمة الفاسدة وأن تتلاحم كل القوى اليمنية لإجبار الحوثي على الانصياع لإرادة الغالبية من أفراد الشعب اليمني التي تمثل معظم سكانه الأصليين من الناحيتين الحضارية والتاريخية.