تهتم العلوم الاجتماعية بدراسة السلوك الإنساني والذي يشمل جوانبه الاجتماعية والثقافية وتضم العديد من العلوم الإنسانية، مثل علم الاجتماع وعلم النفس والخدمة الاجتماعية والاقتصاد.
وتعود العلوم الاجتماعية إلى الأصول الإغريقية واليونانية القديمة وتشكل تراثاً قوياً في تاريخ الفكر الاجتماعي بسبب استفسارهم العقلانية عن الطبيعة البشرية والأخلاق، ولذلك فإن علاقة العلوم الاجتماعية بالمجتمع الإنساني علاقة تفاعلية باعتبارها تؤثر على بنائه ومستقبله من خلال تمويل البحوث والدراسات العلمية والآثار التي تترتب على الموضوعية العلمية.
ولقد اهتم عدد كبير من المفكرين والباحثين في الشرق والغرب بالدعوة إلى إثراء العلوم الاجتماعية ومنها علم الاجتماع.
ومن الخبراء في هذا المجال الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن علي الغريب عميد الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.. وأستاذ التغير الاجتماعي والثقافي، ممن أثروا هذا المجال العلمي بالأبحاث والدراسات المتخصصة ومؤلفاته الثقيلة في وزنها المعرفي التي تؤصل علم الاجتماع واتجاهاته البنائية والوظيفية.
ولد الخبير الاجتماعي أ. د. عبد العزيز الغريب في محافظة الرس التابعة لمنطقة القصيم عام 1970م، وبعد أن أنهى تعليمه العام بتفوق التحق بجامعة الملك سعود بقسم الدراسات الاجتماعية ونال شهادة البكالوريوس في مجال الخدمة الاجتماعية بتفوق ليزداد هرمون الطموح لديه في مواصلة تعليمه العالي فنال درجة الماجستير في الخدمة الاجتماعية تخصص «التأهيل الاجتماعي» عام 1995 بامتياز، ثم تلا ذلك شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع عام 2003م بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف. وفي المجال الوظيفي عمل معيدًا بقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام (1422-1423 هـ) ثم استاذ مساعد اعتبارًا من 10-11-1423هـ ثم أستاذ مشارك اعتبارًا من 11-11-1427هـ، ليصافح (الأستاذية) عام 1431هـ، وهي أعلى درجة علمية في العمل الأكاديمي. وذلك تتويجًا لمسيرته العلمية والبحثية، فضلاً عن مؤلفاتها الثرية التي تلامس نبض التغير الاجتماعي والثقافي، وتأصل النظرية الاجتماعية.
كانت مجالات اهتمامه العلمي في: (الثقافة والنظرية الاجتماعية، والتغير الاجتماعي والثقافي ومناهج البحث، وقضايا المسنين، والعولمة والأسرة والمرأة والفقر والعنف الأسري، ومشكلات الشباب والجمعيات التعاونية، والتقاليد والعادات والنظم الاجتماعية، والطلاق ومشكلات النمو الحضري، وبرامج الأسر المنتجة، والضبط الاجتماعي والقضايا الأمنية.
كما حضر الخبير في (التغير الاجتماعي والثقافي) العديد من الدورات والندوات والمؤتمرات وورش العمل في المجالات الاجتماعية والتنموية والأمنية والثقافية. كما أشرف على العديد من الرسائل العلمية الجامعية التي تم الإشراف عليها، أو المناقشة لها داخل وخارج جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وعندما تتجه بوصلة إنتاجه السوسيولوجي إلى (المدرسة الخلدونية).. فقد كانت عامرة بالمنجزات البحثية والمعطيات العلمية الثرية. ففي مجال الأنشطة البحثية والدراسات العلمية المنشورة، على سبيل المثال لا الحصر: بحث بعنوان (الإعاقة العقلية في التراث الإسلامي: قدم للمؤتمر الثالث للتوجيه الإسلامي للخدمة الاجتماعية الذي عقد في الأسكندرية عام 1995م. بحث بعنوان: مصلحة معاشات التقاعد كمؤسسة للممارسة مهنة الخدمة الاجتماعية. مجلة التعاون العدد (48) الأمانة العامة لدول مجلس التعاون. الرياض، عام 1998م. دراسة بعنوان (الاتجاهات الإصلاحية في السعودية: دراسة تاريخية اجتماعية. مجلة دراسات شرق أوسطية العدد (27)، الأردن، 2004م)، بحث بعنوان: مؤسسات الرعاية الاجتماعية في مدينة الرياض في خمسين عامًا: مظاهر التطور والنمو، مجلة الدارة: العدد (1) للسنة الثلاثين، دارة الملك عبدالعزيز، الرياض عام 2004م. بحث بعنوان: مساهمة أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية في برامج التنمية المحلية، مجلة الخدمة الاجتماعية: العدد(15)، المعهد العالي للخدمة الاجتماعية، القاهرة، 2004م، بحث بعنوان الشباب والعمل: دراسة لإشكالية السعودة وتحدياتها وآثارها الاجتماعية والأمنية، مجلة البحوث الأمنية، العدد (33) كلية الملك فهد الأمنية، الرياض، 2006. بحث بعنوان: دور الأنساق الاجتماعية في عودة المفرج عنهم في جرائم المخدرات للسجون، ورقة مقدمة للندوة العلمية الثانية الإصلاح والتأهيل التي تنظمها الإدارة العامة للسجون بالتعاون مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 2007 م. بحث بعنوان: المكانة المهنية للباحث الاجتماعي في المجتمع السعودي، دراسة ميدانية على المؤسسات الاجتماعية بمدينة الرياض، مجلة العلوم الإنسانية العدد 13 جامعة البحرين 2006. بحث بعنوان مناهج الإعداد المهني للباحث الاجتماعي في الجامعات السعودية، مجلة العلوم الأمنية العدد (41) جامعة نايف للعلوم الأمنية، 2006م، بحث بعنوان: بعض التغيرات البنيوية للأسرة السعودية، دراسة ميدانية لعينة من الأسر في مافظة الخرج العدد (4)، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بحث بعنوان: تنمية القيم والمهارات الاجتماعية لدى الطلاب من خلال المناهج الدراسية، إشراف وتمويل وزارة التربية والتعليم، الإدارة العامة للمناهج، 2004م، بحث بعنوان: القبول الاجتماعي للمدمن المتعافي: دراسة ميدانية لعينة من أفراد المجتمع السعودي، العدد (38)، مجلة البحوث الأمنية كلية الملك فهد الأمنية، 2008م. وغيرها من البحوث الرصينة والدراسات العلمية في المجالات الاجتماعية والإنسانية والثقافية والأمنية. وحين نعرج إلى مكتبة علم الاجتماع العربي وتراثها الأصيل، نجد أنها تظم العديد من الكتب التي قام بتأليفها البروفيسور (عبد العزيز الغريب) ومنها: كتاب، تصميم البحوث الكمية والكفية وتطبيقاتها في العلوم الاجتماعية عام 2011م، وكتاب الأسرة السعودية، دراسات وقضايا معاصرة عام 2011م، وكتاب نظريات علم الاجتماع من الوضعية إلى ما بعد الحداثة، ط2 عام 2011 م. وكتاب التغير الاجتماعي والثقافي مع نماذج تطبيقية من المجتمع السعودي عام 2014 م، وكتاب علم اجتماع التدرج الاجتماعي عام 2022م، وكتاب علم اجتماع التقاعد عام 2022م، وكتاب المجتمع العربي السعودي عام 2022م، وكتاب نظريات التغير الاجتماعي والثقافي والحداثة عام 2022م، وكتُب أخرى تستحق مساحة مهنية أكبر لتناولها بصورة أشمل. وعلى صعيد الخبرات العلمية والعضوية.. فقد ترأس اللجنة الإعلامية بقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (1426/ 1427هـ)، ورئيس لجنة الدراسات العليا بقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية لمدة ثلاثة أعوام جامعية، كما ترأس اللجنة الأكاديمية بقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية عام (1429-1430هـ) وعضو اللجنة عام 1430هـ، كما اختير عضو لجنة برنامج الماجستير الموازي أعوام 1428/ 1429هـ) و1429/ 1430)، و1430/ 1431هـ)، ورئيس اللجنة العلمية لبرنامج الماجستير الموازي بقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية عام (1431/ 1432هـ). كما اختير عضوًا في لجنة الجودة والاعتماد الأكاديمي بقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية عام (1430/ 1431هـ وعضو لجنة الدراسات العليا واللجنة الأكاديمية بالقسم للعام الجامعي 1432/ 1433هـ وعضو لجنة الدراسات العليا بكلية العلوم الاجتماعية للعام 1432/ 1433هـ وعضو مجموعة العلوم الإنسانية والاجتماعية بمدينة الملك عبد العزيزلعلوم والتقنية (2013-2016م)، وعضو فريق في الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (2011م)، وعضو الفريق الاستشاري لدراسة (القوة للدولة) رئاسة الاستخبارات العامة (2011).. وغيرها من العضوية في العديد من المجالات الأكاديمية والاجتماعية والبحثية، كما كلف وكيل عمادة معهد الأمير نايف للبحوث والخدمات الاستشارية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (1423-1424هـ)، وكلف أيضاً للمشرف العام على الإدارة العامة للسلامة والأمن الجامعي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (1425-1432هـ)، وفي سياق الاستشارات والمهام الأكاديمية والبحثية خارج الجامعة، عمل في الملحق الثقافي السعودي في إيطاليا واليونان ومالطا من عام 2017 حتى 2021م، ومستشار متفرغ لمعالي وزير التعليم -شئون التعليم العالي (1432-1438هـ)، ومستشار غير متفرغ بوزارة الداخلية قطاع التوجيه والإعلام (1425-1430هـ، ومستشار متخصص في الإدارة العامة للتعليم الجامعي بوزارة التعليم العالي (2004-2008م) مستشار بوزارة الشؤون الاجتماعية (1431-1432هـ). ومستشار بمركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام (2006-2008م)، كما عمل البروفيسور (الغريب) مستشار لجان إعداد مشروع الإستراتيجية الشاملة للتعامل مع قضايا الأيتام بوزارة الشؤون الاجتماعية (2010م) ومستشارًا خيريًا في المؤسسة السعودية للتعليم والتدريب (2006-2008م)، كما أشرف على إعداد كتاب «دور الملحقيات الثقافية في التنمية البشرية» والمعد من قبل مكتب معالي وزير العليم العالي (1433-1436هـ)، كما ترأس فريق تقويم عمل الملحقية الثقافية السعودية خلال الفترة من 1-5-1433هـ، ولأن أ. د. عبد العزيز الغريب قامة علمية وهامة أكاديمية (بحثًا وفكرًا وعلمًا وتطبيقًا) فقد اختير محكمًا في مجلات العلوم الاجتماعية والإنسانية والأمنية في العديد من الجامعات المحلية والخليجية.. وتتويجاً لمسيرة علمية رصينة خدمت صرحها الأكاديمي بكل إخلاص وعطاء وإثراء، صدر قرار معالي رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور أحمد بن سالم العامري بتعينه عميداً للدراسات العليا بهذه الجامعة العريقة، وذلك بتاريخ 21-1-2022م. ونيل ثقة معاليه.. لتكسب (عمادة الدراسات العليا) فكراً نيراً ورجل مرحلة.. يقود قاطرة تطوير برامج الدراسات العليا لتواكب التقدم العلمي والتقني المتسارع ودفعها للإبداع والابتكار وتطوير البحث وتوجيهه لمعالجة قضايا المجتمع وتحقيقطط التنمية الوطنية الشاملة، بما ينسجم مع مشروع التحول الاقتصادي في مجتمعنا الغالي الذي يهدف إلى زيادة رفاهية المواطن ومضاعفة قدرات الاقتصاد الوطني في مختلف جوانبه.
** **
- خالد الدوس