كانت بلادنا صحراء شاسعة وقبائل متفرِّقة وبلداناً وأقاليم متناثرة.
وقيَّض الله لهذه الأرض المباركة من يجمع شتاتها ويوحِّد كلمتها تحت راية التوحيد.
ومن أجمل الأبيات التي مُدح بها مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز - طيَّب الله ثراه - ما قاله الشاعر محمد بن عبدالله العثيمين:
ملك تجسد في أثناء بردته
غيث وليث وإعطاء وحرمان
خبيئة الله في ذا الوقت أظهرها
وللمهيمن في تأخيرها شأن
ودعوة وجبت للمسلمين به
أما ترى عمهم أمن وإيمان
إن هذا اليوم الموافق 23 سبتمبر يعتبر بوابة مجدنا بعد أن وحد صقر العروبة مملكته مقدماً هو ورجاله ثمناً غالياً فقد بذل الملك المؤسس- طيَّب الله ثراه - ورجاله جهداً كبيراً لتوحيد رقعة البلاد مقدمين ملحمة وطنية عظمى سطرها التاريخ وخلدها، ولم يكن ذلك سهلاً إطلاقاً فالأرواح قدمت فداء لهذا الوطن، وبعد اكتمال مرحلة التوحيد أعلن في هذا اليوم المبارك تحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية.
واليوم تشرق شمس وطننا الثانية والتسعين ونحن في أمن وأمان ودولة شامخة عالية لم تكتف ببناء حضارتها العمرانية فقط، بل بنت حتى الإنسان من حيث تكوينه التعليمي والثقافي ورعايته الصحية وتحسين مستوى معيشته ونقله من بلاد قاحلة صحراء مهلكة إلى دولة عظمى تعتلي كل مراكز التقدم والحضارة.
ولعل أكثر ما يهم المواطن ثلاثة أمور هي التعليم والصحة والمستوى المعيشي.
فبالنسبة للتعليم فقد حققت بلادي خلال عام 2022 الذي لم ينقض بعد مراكز متقدمة حسب المؤشرات المتعلقة بالتعليم والبحث والابتكار، حيث قفزت المملكة للمركز 24 عالمياً في التعليم العام مقارنة بالمركز 32 لعام 2021 ، أما التعليم الجامعي فقد حققت المملكة المركز 31 مقابل 39 لعام 2021 وهذه المؤشرات بلا أدنى شك دليل تطور وتقدم مستوى التعليم العام والجامعي في بلادي .
وفيما يخص الصحة خلال هذا العام الجاري 2022 فقد حققت وزارة الصحة الكثير من الإنجازات في قطاعاتها وخدماتها المختلفة فمثلاً على مستوى الرعاية الصحية الأولية فقد تم افتتاح أكثر من 80 مركزاً للرعاية الصحية الأولية في مختلف أنحاء المملكة ليصبح هناك أكثر من 2390 مركزاً صحياً يقدم لكافة مراجعيه الرعاية الأولية والتحصينات والتعامل مع الأمراض المزمنة ورعاية الأمومة والطفولة لأكثر من 52 مليون مراجع.
وفي مجال الخدمات العلاجية فهناك أكثر من 279 مستشفى بسعة سريرية تفوق 42 ألف سرير، وتستقبل عياداتها الخارجية أكثر من 16 مليون مراجع سنوياً فيما تستقبل أقسام الطوارئ أكثر من 18 مليون حالة طارئة سنوياً، كما أجريت في مستشفيات وزارة الصحة السعودية خلال هذا العام 2022 أكثر من 500 ألف عملية جراحية، وهنا لغة الأرقام هي البرهان فشكراً لله على نعمة المملكة العربية السعودية.
أما ما يهم المواطن والوطن اقتصادياً فقد أظهرت التقديرات السريعة للهيئة العامة للإحصاء بالسعودية نمو الناتج المحلي بنسبة 11.8 % في الربع الثاني من 2022 مقارنة بالربع المماثل من عام 2021 وقالت الهيئة في تقريرها إن هذا النمو الإيجابي يعود إلى الارتفاع الكبير الذي سجلته الأنشطة النفطية وغير النفطية والأنشطة الخدمية الحكومية.
وحسب ما صرح به أستاذ الاقتصاد بجامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور محمد وكني لقناة العربية قبل أيام قليلة أن معدل نمو الناتج المحلي الحقيقي يعد الأعلى منذ 11 عاماً، وهذا يعكس استقراراً مالياً لبلادنا رغم ظروف وباء كورونا والتحديات العالمية من ارتفاع لأسعار النفط والسلع الاستهلاكية وغيرها، مما يبعث اطمئناناً اقتصادياً مميزاً يؤدي لتطور البلاد ونموها وازدهارها.
يقول الشاعر السعودي عبدالله الحازمي:
أيا وطني تفدي ترابَك أنفسٌ
تجودُ بلا خوف الممات وخطبه
جمال بهِ في السَّهلِ أو بجباله
وسحر لرمْلٍ لامعٍ فوقَ كُثبهِ
ووحَّدهُ عبدالعزيزِ بِجُهدِه
وجُندٍ لهُ شقُّوا الطريق لدربهِ
وصرْناَ نفوق الغير فيه تقدما
وجزْنا بهِ الجوزاء في ظلِّ ركبه
بهِ قبلةُ الدنيا بمكة بوركت
وقدْ شعَّ نور الحقِّ من فوقِ تُربهِ
ختاماً ... نعم، نحن في حضرة السعودية العظمى أدام الله عليها عزها وأمنها واستقرارها، ودمت يا وطني للمجد عنواناً وكل عام ووطننا بخير قيادةً وشعباً.
** **
- ماجد بن عبدالهادي العرجي