د. عدنان المهنا
في عينيه قام شموخه..
وكلما شاخت لديه سنينه.. وتعتقت زادت جمالا، يهز نداءه الجوارح فيأتينا يطفو على الأيام فينا مثلما نشتم رائحة الوجدان..
يرخي عنان التفكير والثقافة والأدب في التأمل لمعطيات الدرس القصصي أو الشعري أو المقالي الوطني العربي..
وفي حبكة مصطلحاته الأدبية الموظفة في كتاباته تقنية وشجى وشجن وشوق عال وارهاف حسي دقيق ها هو الأديب الأريب والمثقف والشاعر الموسوعي علي خضران القرني ينسج من اللون الأدبي الأصيل عطرا لنا فنشهد أن نرتوي من ماء نرجسه وبنفسجة ورياحينه.
ثقافة فنية فكرية تتسلل بين الأضلع ولعل الفكر الغابر الظاهر فن أدبي أو أدب فني معطر بالندى متموسق بحرف كله الحنين وبهاء دوخة الكحل في العين بزينتها التي ترى التراث برمته وترى لمعة الحنا في الشعر
وعبارات علي خضران القرني تركيب لغوي مموسق بنغمات هي في الواقع عبارات مؤتلفه لها معاييرها المضبوطة لأنه ثقافة فكر يحكمها نظام محكم يترتب عنه: كما البيان الجميل انسجام دقيق يخلق لدى القارئ طالعا وسلطنة وشعورا كله لذة وتخييلاً وانفعالاً..
وهو على رأي المنصفين تراث مميز ومعروف أتي من العقد الذي شك شهقة الورد بخلودة ولد موهوبا وطافت به الورقاء من البلاد إلى البلاد وحين تناولته أنأمل اليراع جاء من حقبة أولئك الأدباء الفنانين وشعراء النغم اللفظي ظلا من جمال، ثم حكى مقامات عباراته بمقالاته وإيقاعاتها ونغماتها.
ثم تناولته الخبرات بعدئذ أطال الله بعمره بصرير الروح الذي يوقظ الحواس
ليكتب ويكتب فيرسم أبعاد هذا الفن الثقافي أو الثقافة الأدبية بعد أن درسها وحللها ومنهجها ضمن قوالبها اللفظية والمقالية والروائية والشعرية وحتى تلك القوالب الفكرية تقمصها بكل تجلياتها وصهرها في تراكيبها الأصلية أداء لفظياً وصوت قلم ولهجة صمت حتى صار هذا اللون رمزاً يتعدد ويتمراي في كل من يتفاعل معه.
والشاعر الأديب علي خضران القرني برع في تشكيل المقال بيراعات شتي فاشتعل أداؤه على الادهاش من موقع القوة الفنية الكتابية والتمكن والحذاقة..
تبارك الله لا قوة إلا بالله ثم أعلى شأنه بهاؤه كمثقف عربي وكسعودي وطني قح ينتمى إلى سلاله الممجدين لهذا اللون والذي تلتقطه مرآة دمه على الدوام بجذور الانتماء إلى الذات وحفظ ماء الهوية ممتطيا حصانين وتلك وجهة نظري هي بلاغته وابتكارات التي تلهب في ذات الوقت اشتعالات فكره وتنمي قدرته الإبداعية لحد جنون النبوغ على تجاوز ما قبله وما بعده.
ولأن كتاباته جاءت من زمن الحكايا فجاء منه الشعر عربيا والعمامة عربية والملامح عربية إن علي خضران الفرني ساهم أيضا في تشكيل لغته شعرا بمداد ورائحة سعودية وكل الجسور التي تصله به وتصهر لحظاته من عمره الهارب في ديمومته والرجل يقيم في تاريخ حضارة المقال وينتشر على امتداد الجغرافيا ولكن بتنوع معرفي تحكمه إجراءات وأدوات تحيل على الشساعة الفكرية السامقة.
ثم لكأنه ينقلنا إلى مستوى عال من المهارة الكافية في معالجة الضبط الإيقاعي للمقال على وجه الخصوص بعذوبة الرتم الكتابي وجمال الحرف وما إلى ذلك من المقامات الأدبية بالشعر والقصة التي تختلف باختلاف صياغة الكتابة مع ضبط الحروف وضبط الجمل.
في الوزن ومقياس الزمن بالتراكيب الشعرية.
فيسافر بنا في الأفق سلطنة تتخطى المسافات وبفترات تعزز الاندماج والتماهي،كما أن إمكانات علي خضران القرني الأدبية الموحية واللماحة قد ساهمت مع حذاقته وقلمه وثقافته في الاتكاء على ميزان الحرف بروح وثابة وفياضة تملك ناصية الإبداع والتي شهد بها والذي يتجاوز بإحساسه اللا محسوس وتغلغله في أدق وأرق مقام كتابي وبالفعل فالمقال ضمن فكر علي خضران القرني موروث شعبي مرتب ترتيبا لفظيا وإيقاعيا ثقافيا في لكنات وطنية خاصة ربما استحضرها بثقافته وقراءاته الواسعة والتعبير فاستطاع عندئذ أن يشرح بأطروحاته هذا الفضاء الفني الثقافي المتموج فسيفساء جاد بها وجاءت بها قرائحه في النظم والحفظ شعرا والحرف شعرا والحرف المموسق الذي يمطر ديما غضة تعبر عما يختلجه فكره قبل قلبه ويعتلج راؤه في التعبير.
وحتى الآن لا يزال علي خضران القرني هو منطوق ثقافة المقال الإنساني العربي السامي لغة وإحساسا ووسيلة تعبير وشرحا للمتذوقين تحت دوحة الطائف الباسقة وفضائها المفعم بالألق والمفتونة بخصوبة الوجدان.
** **
- أخصائي الإعلام النفسي بجامعة المؤسس