خالد بن عبدالكريم الجاسر
يُشكل المعرض حدثاً ثقافياً مهماً في المشهد الثقافي العربي لفهم الآخر، لما له من دور كبير في الحراك الثقافي الوطني، وتجاوز الحدود المحلية، على الرغم من النتاج الغزير لها وقفزاتها المستمرة على الحدود العربية مؤخراً، حتى صارت موطىء أقدام العالم في كافة المجالات الترفيهية والثقافية بل والشركات الإقليمية بفضل رؤيتها التي فتحت عالماً لا حدود له في ظل الأحداث الحالية بالمنطقة وبُلدان العالم، ليكون معرض الرياض الدولي للكتاب وسيلة لمد الجسور بين الدول والحضارات، وتفعيل التبادل الثقافي العالمي، وتسجيلها رقمين قياسيين في موسوعة «جينيس»، عبر كلمة عملاقة من أربعة حروف مُنفصلة، جسدها أكثر من 7191 كتاباً، هي حصيلة كُتب مُبادرة «ترجم» التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة، ليتم اختيار ذلك الرقم القياسي «أكبر كتاب مُنبثق» من خمس صفحات منبثقة، تأكيداً لأهمية وجود ودور الكُتب في حياة الأطفال وثقافة وطنهم بدءاً من «العرضة» السعودية وسبب تأديتها، والأزياء التي يرتديها مؤدوها، بالإضافة إلى الأدوات المستخدمة فيها، كونها إحدى ركائز قائمة التراث الثقافي العالمي غير المادي في اليونسكو، احتفاءً بتُراث المملكة، ومشاركة إبداعات أبنائها في فضاء المعرض، وتاريخها المُتجذر مُنذُ الخليقة، والاعتزاز به عالمياً.. بين أكبر عدد أو حشد من الزوار وحجم المعروض ذي التنوع في برامجه الثقافية، ومشاركة أبرز دور النشر العربية والإقليمية والدولية وهو ما يُعزز حضور إنتاجات الأدب والنشر والترجمة السعودية في المنظمات والموسوعات على مستوى العالم لتعريف المجتمع الدولي بما تتميز به المملكة من اهتمام بالقطاع الأدبي والترجمي.
إن ما شهده المعرض من نجاحات وأصداء لم تتوقف، لم تأتِ نتيجة الصدفة؛ بل جاءت نتيجة الدعم غير المحدود والاهتمام الكبير من قبل ملك الإنسانية والثقافة، الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وولي عهده الأمين راعي الرؤية الخلاقة، وحرصهما الدائم على إنارة الطريق لأبناء الوطن، وتمكينهم لرفع ثقافة الوطن عالياً، وتعريف الأمم بما تكتنزه جزيرة العرب من مخزونات ثقافية وفكرية، وبيان أركانه الحيوية للعالم بكل وضوح وشفافية، عبر الكتاب وما يحتويه بمختلف أنشطته، وكذلك بجهود شبابية سعودية خططت ونفذت فأبدعت، ليُبهروا العالم ليقودوا لا يُقادوا، للانتقال بهذا الوطن وفق رؤية 2030 إلى مصاف الدول العالمية، فشكراً لكل من ساهم في ذلك العمل البطولي ولشباب وفتيات الوطن الذين تطوعوا للعمل في لجان المعارض التنظيمية بكل إخلاص وتفانٍ وإجادة، وتلك الروح الوطنية والإنتاجية الصادقة التي يتصف بها الجيل الشاب من أبناء الوطن.