نحن بني البشر كلنا مثقلون بالعيوب، ولولا رداءٌ من الله اسمه: الستر؛ لكسرت أعناقنا من شدة الخجل، فالحياة والعلاقات تنتظم بالتغاضي وتنسجم بالتراضي، وتنهدم بالتدقيق وتنتهي بالتحقيق، ورحم الله من تغافل لإخوانه لأجل بقاء الود، ودوام المحبة وستر الزلة.
فما أحوجنا إلى محبة صادقة، وقلوب حنونة، تسامحنا إذا أخطأنا، وتعذرنا إذا قصرنا، وتدعو لنا إذا مرضنا، وتترحم علينا إذا انتقلنا إلى جوار ربنا. مساكين بعض الناس، شغلوا أنفسهم بمراقبة تصرفات الناس، وانتقاد سلوك الناس، والتدقيق بأفعال الناس، والتحليل في نوايا الناس، فينتهي بهم العمر ولم يعش أحدهم حياته الجميلة التي هي هدية الرحمن لبني الإنسان، بل عاش دون حياة الناس.
هل تريد العيش بسلام، مرتاحَ البال، هادئَ النفس؟
هل تريد أن تسحر الناس بسحر حلال، وتأسر قلوبهم وأفئدتهم؟
حسن خلقك، أَلِن تعاملك، جمل كلامك، لطف عباراتك، عش عفويتك، اترك للناس إثم الظنون، فلك أجرهم ولهم ذنب ما يعتقدون.
يقول أدونيس:
الآخرون يرونك حسب انطباعهم وتصورهم الخاص، إذاً أنت لا تكرهني، أنت تكره الصورة التي كونتها عني وهذه الصورة ليست أنا، إنها أنت وقيل قديماً: من غضب منك ولم يفعل فيك شراً اختره صاحباً لك فالغضب يفضح طينة البشر وما أجمل أن تسير بين الناس ويفوح منك عطر أخلاقك.
من يملك راحة البال والهدوء والتأني وعدم الاستعجال في جميع أموره، ويحب السكون وردة الفعل البطيئة في سائر أمور حياته، سيعيش بسلام.
امضِ كأنك لم تسمع، اصمُت كأنك لم تفهم، تجاهل كأنك لم ترَ، وانسَ كأنك لم تذكر، وبهذا ستكون مرتاحاً.
** **
abd8886@gmail.com