إيمان حمود الشمري
البطالة... شبح يؤرِّق المجتمعات ويرمي بطموحات الشباب في هوة سحيقة، قد تدفع بهم للإصابة بمشاكل نفسية واضطرابات في السلوك، تنعكس على المجتمع وتجعله بيئة خصبة للسرقات ومزاولة الممارسات غير القانونية وتدني مستوى الأخلاقيات مقابل الحصول على المال، لا يمكن تجاهل شعور جيل الشباب الذي يشعر بأنه قادر على العمل ولديه طموحات ولكن لم يجد فرصة، أو أنه يبحث عن مستوى أجر معين ولكنه لا يجده.
حاربت المملكة العربية السعودية البطالة واعتبرتها ملفاً مهماً ضمن أولويات النهوض بالبلد وتحقيق مسيرة التنمية، باستغلال جيل الشباب الطامح وتوفير فرص عمل لهم والاستفادة من طاقتهم المهدرة، واتبعت خطوات ملموسة لتحقيق ذلك ضمن خطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- في محاربة البطالة وذلك ضمن رؤية 2030، فالانخفاض الذي شاهدناه اليوم في وصول البطالة للسعوديين لمعدل 9.7 في الربع الثاني إنجاز هائل، حقق نسبة عالية من مستهدفات الرؤية التي تطمح إلى 7 %، إذ إنه آخر مرة تم الوصول لهذا الرقم قبل 20 سنة، أي منذ عام 1999، واليوم -بفضل الله- جهود المملكة تسابق الزمن، وتكسر الحاجز للوصول لتلك النسبة في زمن قياسي من خلال حزمة من القرارات التي غيَّرت واقع الشباب السعودي وساهمت في تحسين حياتهم وفتح أبواب الفرص أمامهم.
في عام 2021 أصدرت وزارة الموارد البشرية 32 قرار توطين، وفي عام 2022 تم إصدار ستة قرارات توطين بالإضافة لتحسين برامج الأجور، وتدريب الموظفين كبرامج تمهير، إذ للمرة الأولى تاريخياً في سوق العمل السعودي وصل عدد الموظفين السعوديين إلى أكثر من 2.1 مليون مواطن ومواطنة، كما سجلت التأمينات الاجتماعية دخول أكثر من 400 ألف مواطن ومواطنة في 2021، كما شمل ارتفاع نسبة التوطين الإناث كذلك لتصل النسبة إلى 35 %.
وساهم دخول الاستثمار الأجنبي للمملكة في زيادة فرص العمل والكشف عن جيل موهوب من الشباب الشغوف، حيث لمعت أسماء كثيرة في سماء سوق العمل السعودي كانت تنتظر فرصة الوصول لتبرز.
وهكذا واجهت رؤية 2030 كل التحديات، والتي كان الاستثمار الأجنبي من أولوياتها ومحوراً أساسياً لها، هذا التسلسل بالترابط في وضوح الرؤية جعل أهدافها متماسكة، ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً ببعضها، مما جعل الاستثمار الأجنبي يساهم في محاربة ملف البطالة وينعكس على مؤشراتها ليحقق بذلك قفزة مرتفعة في القضاء على نسبة البطالة.