التنوع الثقافي ظاهرة عالمية، لا يكاد مجتمع من المجتمعات يخلو منها، وهو عنصر قوي في المجتمع، وفرصة مواتية للتنافس الأخلاقي من أجل الابتكار، الذي ينحو باتجاه الفعل الفكري. التنوع الثقافي هو إعلاء لقيم التبادل والابتكار والإبداع، وهو الطاقة التي ترسخ الإنسانية في سعيها لتحقيق السلام والتنمية، وهو جزء لا يتجزأ من تعزيز احترام حقوق الإنسان.
الثقافة هي بوصفها مجمل السمات المميزة التي يتصف بها مجتمع أو مجموعة الاجتماعية، على أن تشمل المادية والفكرية والعاطفية إلى جانب الفنون والآدب، طرائق الحياة، وأساليب العيش، وينظم القيم والتقاليد والمعتقدات. الثقافة، يمكن تعريفها بأنها الكل المركب الذي يشمل المعرفة والعقيدة والفن والأخلاق والقانون وللعرف، كل ما اكتسبه الإنسان من قدرات وعادات وأخرى بصفته عضوا في المجتمع، كما تشمل الثقافة على مجموعة من العادات والقيم والمعتقدات المشتركة التي تميز جماعة اجتماعية والتي تنقل من جيل إلى جيل.
شهدت العقود الخمسة الأخيرة بروز حركات فكرية وسياسية تقودها مجموعات مختلفة وشعوب أصلية, أقليات وطنية، دول وأمم أثنوا ثقافية، المهاجرون الجدد، الحركات النسوية، أنصار البيئة والتي تعبر عن ممارسات طرق وأنماط حياة مختلفة نسبياً عن الثقافة السائدة في العديد من المجتمعات.
والتنوع الثقافي بوصفه مصدرا للتبادل والتجديد والإبداع، هو ضروري للجنس البشري كضرورة التنوع البيولوجي بالنسبة إلى الكائنات الحية. يشكل التنوع الثقافي قوة محركة للتنمية، لا على مستوى الاقتصادي فحسب، بل بوصفه وسيلة يعيش حياة فكرية وعاطفية ومعنوية، وروحية أكثر اكتمالاً.
التنوع الثقافي من أهم المفاهيم المركزية والمبنية على كلمتي التنوع والثقافة، التنوع هو سمة كونية شاخصة في كل زمان ومكان، ذلك بكونه سنة من سنن الخالق، حيث يوسع التنوع الثقافي نطاق الخيالات المتاحة لكل فرد من أفراد المجتمع، هو أحد مصادر التنمية، لا بمعنى النمو الاقتصادي فحسب، وإنما من حيث هي وسيلة للبلوغ حياة فكرية وعاطفية وأخلاقية وروحية.
يسهم التنوع الثقافي في تنمية الحوار بين الحضارات والثقافات، وفي بلوغ تبادل الاحترام والتفاهم بين الشعوب المختلفة. إن احترام تنوع الثقافات والتسامح والحوار والتعاون في جو من الثقة والتفاهم خير ضمان لتحقيق السلام والتنمية المستدامة حيث إن التنوع الثقافي هو التراث المشترك للإنسانية.
** **
merajjnu@gmail.com