عثمان أبوبكر مالي
قبل انطلاقة الجولة السابعة من دوري روشن لكرة القدم (الدوري السعودي الممتاز)، حصلت أول حالة إقالة لمدرب من مدربي الفرق الستة عشر المشاركة في البطولة، إذ أعلن نادي أبها إقالة مدربه سفين فاندبروك (بلجيكي) بعد خسارة الفريق مباراته أمام النصر بثلاثة أهداف نظيفة، بينما يحتل الفريق حتى قبل مباراته أمس المركز الثاني عشر في قائمة الترتيب، برصيد أربع نقاط من فوز واحد في مستهل أولى مبارياته وتعادل يتيم وخسارة في أربع مباريات.
الإقالة التي جاءت بعد 46 يوماً من انطلاقة الدوري، تعد أمراً لافتاً جداً في سلوك الفرق المحلية في (الدوري السعودي)، إذ من النادر أن يتأخر قرار إقالة مدربين إلى الجولة السابعة من الدوري كما حدث هذا الموسم، ذلك أمر غير معتاد في المسابقة السنوات الماضية، إذ تشهد عادة (مقصلة) للمدربين تبدأ مبكراً ومن الجولات الأولى، بل وصل الحال إلى (إقصاء) مدربين قبل انطلاقة مباريات الدوري (رسمياً) وبعد انتهاء أو أثناء فترة الإعداد الصيفية، وهي حالة ظهرت من قبل في أكثر من فريق، وكان الموسم الماضي قد شهد (سريعاً) إقالة مدربين سقطا توالياً بعد الجولة الثالثة مباشرة، وكانت (أول إقالة) من نصيب مدرب الطائي محمد الكوكي (تونسي) الذي أبعد (لأسباب غير فنية) تتعلق بعدم حمله الشهادة التدريبية المشروطة من قبل اللجنة الفنية للتدريب في دوري المحترفين السعودي، فيما كانت جاءت (أسرع إقالة) من نصيب البرازيلي فابيو كاريلي، الذي أقيل من تدريب الاتحاد بعد خسارة فريقه نهائي البطولة العربية أمام فريق الرجاء البيضاوي، وبعد أدائه مباراتين في الدوري عملياً، (كانت الجولة الثالثة مؤجلة للفريق).
الموسم الماضي شهد (مقصلة تدريبية) للأسماء الفنية في الدوري، حيث وصل عدد المدربين المقالين إلى أحد عشر مدرباً، فيما بلغ عدد المدربين الذين أشرفوا على تدريب الفرق (رسميين ومؤقتين) 29 مدرباً، بسبب تغيير بعض الفرق لمدربيها أكثر من مرة، مثل النصر والطائي، حيث غير كل فريق مدربه ثلاث مرات، وتمسكت أربع فرق فقط بمدربيها حتى نهاية الموسم هي الشباب وضمك وأبها والفيحاء، ووصل عدد المدربين الذين تمت إقالتهم بعد الجولة العاشرة إلى تسعة مدربين بالتمام والكمال، وارتفع العدد إلى 14 مدرباً بعد الجولة الثالثة والعشرين، عندما أقال الأهلي مدربه بيسنيك هاسي (الباني) بعد خسارة مباراة الاتفاق، فيما سبقه الهلال بإقالة مدربه ليوناردو جارديم (برتغالي) وحل بديلاً عنه مدرب الفريق السابق، (والمستمر حالياً) رامون دياز (أرجنتيني) وجاءت إقالة جارديم بعد خسارة الهلال (المذلة) أمام الأهلي المصري برباعية نظيفة في بطولة العالم للأندية لكرة القدم والتي أقيمت في فبراير الماضي في أبوظبي.
المخاوف على (حالة الوفاق وشهر العسل) بين أنديتنا ومدربيها القائمة حالياً كثيرة وكبيرة بأن لا تستمر، خاصة مع فترة التوقف القادمة، والطويلة جداً، والتي تبلغ قرابة ستين يوماً، وهناك مؤشرات تقول إنها قد تكون (ساعة الصفر) لانتهاء هذه العلاقة (الحميمية) غير المعتادة؟
كلام مشفَّر
« بدأ الموسم هذا العام بأربعة أسماء تدريبية (فقط) مستمرة من الموسم الماضي، هم دياز مدرب الهلال وباتريس كارتيرون مدرب الاتفاق، ومدرب الفتح جورجوس ومدرب العدالة يوسف المناعي، وهو المدرب العربي الوحيد في الدوري هذا العام حتى الآن.
« وبالتالي يصبح لدينا 12 مدرباً جديداً هذا الموسم، عشرة منهم أوروبيون، وأرجنتيني واحد ومدرب برازيلي واحد فقط، على غير المعتاد.
« بعد الجولة الثامنة التي تُقام الأسبوع القادم يشهد الدوري توقفه الثاني والطويل الذي سيستمر ستين يوماً، وبالتأكيد سيكون مناسباً جداً لحالات (التغيير المعتادة) في الأجهزة الفنية في أنديتنا، والتي لا تذهب فقط برؤوس مدربي الأندية المتأخرة في الترتيب، وإنما قد تأتي على مدربين لفرق متقدمة، لا يمنعها تقدمها من أن يكونوا ضحايا تغيير هي أحياناً (لمجرد التغيير).
« فريق أبها أقال مدربه وهو في المركز الثاني عشر في قائمة الترتيب بعد الجولة السادسة من فوز واحد، في مستهل أولى مبارياته أمام الرائد وتعادل أمام الفيحاء وخسارة في أربع مباريات، صحيح أن الفريق في مركز غير مطمئن، إلا أنه يبدو أنها إقالة لأسباب (ليست فنية)، وإنما تكشف (تسلّط) اللاعبين في بعض أنديتنا، وذلك مؤشر سيئ للغاية.