علي الصحن
خسر فريق الهلال (7) نقاط من (9) في آخر ثلاث جولات من الدوري (بمعدل نجاح لا يتجاوز 22 في المائة) وهو معدل متدنٍ للغاية، ولا يتناسب مع فريق يطمح للحفاظ على لقبه للمرة الرابعة على التوالي، ومن نافلة القول هنا إن من الطبيعي أن يتعرض أي فريق لهذه التعثرات، وأن يكون قادراً على التعويض فما زال في الدوري متسع، والمشوار ما زال طويلاً قبل الوصول إلى حافة النهاية، لكن ما يثير بعض الهلاليين هو عدم وجود البديل الجيد بعد الإصابات التي ألزمت الفريق خسارة نجوم بمستوى سلمان وسالم وياسر وكويلار، فضلاً عن عدم وجود اللاعب على إحداث تغيير أو أثر فعلي عند حضوره بديلاً في المباراة وهو ما جعل الخيارات ضيقة أمام المدرب، وأسهم في النهاية في تراجع مستوى ونتائج الفريق.
تحدثت في هذه الزاوية غير مرة عن الفئات السنية بنادي الهلال، وعن ضرورة تطويرها وإعادتها سيرتها الأولى في المساهمة في تقديم نجوم مفيدين للفريق، وقلت متحدثاً بشكل عام عن الفئات السنية في الأندية: «لعل في نتائج عمل هذه الفئات وما تقدمه دليلا على أنها مجرد عبء على النادي، وأنها لم تقم بالعمل المنوط بها كما يجب، ولم تقدم من اللاعبين حسب المأمول، لذا ذهبت الأندية للبحث عن اللاعب الجاهز، ولو بربع موهبة، لسد بعض الفراغ فيها، ووضع حلول جاهزة لأي غياب محتمل في موسم طويل»
وأشرت حينها إلى أنه و: «في ناد كبير مثل الهلال، كان مضرب المثل في زمن بعيد في الاهتمام بالفئات السنية ونتائجها، لم يعد الأمر كما كان، وأقرب مثال أن هذه الفئات لم تقدم طوال السنوات السابقة اسماً مميزاً مما يدعو للتساؤل: ما هو دور هذه الفئات وكيف يخطط القائمون عليها؟ هنا أدرك أننا في زمن الاحتراف وأن استقطاب لاعب جاهز أفضل من انتظار عمل الفئات السنية، سواءً في الهلال أو غيره، لكن الأمر ليس على إطلاقه دائماً، إن صناعة اللاعب من البداية تضمن تأسيساً متكاملاً له، وأن اللاعب القادم من نادٍ آخر قد يكون جيداً بارزاً في ناديه، لكن هذا لا يضمن له النجاح في نادٍ آخر، لا سيما بحجم وجماهيرية الهلال، وكم من لاعب جاء من ناديه كنجم ومطلب، لكنه عجز أن يواصل في الهلال وخرج من النادي بهدوء دون أن يسأل عنه أحد، فضلاً عن عدم توفر اللاعب النجم الذي يستحق اللعب في الهلال في كثير من المراكز، وصعوبة التعاقد معه حال توفره، في مراكز معينة، كما أن هناك فرصة للاستفادة من خريجي الفئات السنية واستثمار من لا يجد فرصته مع الهلال وتسويقه لأندية أخرى، فضلاً عن أن صناعة عشرة نجوم حقيقيين من خلال النادي، ستكون تكلفتها المادية أقل بكثير من تكلفة التعاقد مع لاعب واحد من نادٍ آخر».
إدارة الهلال الحالية لم تقصر، ولا يمكن لومها على شيء لا يد لها فيه، ولكن هذا لا يمنع من التذكير بأهمية العمل على تطوير الفئات السنية ومخرجاتها، وضمان الاستفادة منها في المستقبل مشاركة واستثماراً، كما ينبغي أن يكون هناك فنيون متخصصون يستطيعون فرز اللاعبين والمفاضلة بينهم، والبقاء للأفضل دائماً، فأحياناً يرحل لاعب ينتظر منه الكثير ويبقى لاعب يتفق الجميع على تواضع قدراته وتراجع فرص الاستفادة منه.
لقد كانت الفئات السنية في الهلال ومخرجاتها في سابق الزمن مضرب المثل، وكان الجميع يطالب أنديته بأن تحذو حذو الهلال وتسلك مسلكه في هذا الجانب، وكم يؤمل الهلاليون من إدارة النادي «أن تعمل على إعادة ذلك الماضي الجميل، وأن تبحث عن مكامن الخلل وأوجه القصور فتعالجها كما يجب، ولا مجاملة بالتأكيد على مستقبل الهلال.
- فشل أي صفقة لا يلغي نجاحات إدارية أخرى، كم من إدارة مميزة في أندية مختلفة فشلت في قرار ما أو صفقة لاعب أو مدرب، وفي النهاية تجد نفسها مضطرة لوضع حد لهذا الفشل، حتى لا يمتد أثره وتتضاعف خسائره.
- مباراة الهلال المقبلة مع الطائي، وهي الأخيرة قبل التوقف، ستكون صعبة وأمام فريق متميز ظهر بشكل مختلف هذا الموسم، وإذا لم يراجع مدرب الفريق ومن حوله حساباتهم فسوف تتضاعف الخسائر ويستمر التفريط وتتضاءل فرص المنافسة على اللقب.