د. مساعد بن سعيد آل بخات
اتفقت مجموعة الأعضاء في منظمة أوبك بلس في الخامس من شهر أكتوبر 2022م على خفض إنتاج النفط إلى 2 مليون برميل نفط يوميًّا، وجاء هذا الاتفاق بهدف إيجاد توازن واستقرار في السوق النفطية بالعالم.
إنَّ ثبات أسعار النفط من شأنه أن ينعش اقتصاد الدول المنتجة للنفط، ويضمن استمرار المزيد من الإمدادات النفطية لتزويد دول العالم في المستقبل بالنفط.
وتلى ذلك القرار من منظمة أوبك بلس حملة معادية للمملكة العربية السعودية من قِبل بعض الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تزعم بأنّ هذا القرار يُعد عدائيًّا لها، حيث إنّ أسعار النفط سترتفع بناءً على خفض إنتاج النفط.
ومن باب التناقض في الحكم على القضايا فإنّ الولايات المتحدة الأمريكية ضاعفت سعر بيع الغاز على أوروبا 4 مرات مقارنة بما سبق، مع العلم أن دول أوروبا لها علاقة جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنَّ الجشع والطمع والحرص على المصلحة الشخصية يطغى على المسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية ويُعمي بصيرتهم تجاه تحسين العلاقات مع الدول الصديقة.
وفي حقيقة الأمر أن قرار خفض إنتاج النفط هو قرار جماعي من 23 دولة لأعضاء أوبك بلس وليس قرارًا فرديًّا مسؤولة عنه المملكة العربية السعودية.
فالمملكة العربية السعودية لا تُسيس النفط أو القرارات، بل تعتبر النفط سلعة اقتصادية مهمة في تنمية المجتمعات وليس أداةً تستخدم في الحروب بين الدول.
ومن الخطأ تبني أفكار سقيمة بأن المملكة العربية السعودية تتعمد إلحاق الضرر بالولايات المتحدة الأمريكية، لأنّ المملكة العربية السعودية تساعد وتدعم الدول وليس بأن تُلحِق بها الضرر.
وقد جرت العادة أن القادة في الولايات المتحدة الأمريكية يربطون اسم المملكة العربية السعودية بقضايا ومواضيع لا دخل للمملكة العربية السعودية بها.
ربما يتساءل بعض القُراء لماذا إذًا؟
إن الأمر في غاية البساطة وهو ربط موضوع خفض إنتاج النفط بالانتخابات الأمريكية المقبلة، والتي يستغلها السياسيون في الولايات المتحدة الأمريكية للوصول إلى أهدافهم الشخصية وليس من أجل إفادة العالم أو شعب الولايات المتحدة الأمريكية.
لا سيما وأن المملكة العربية السعودية خلال السنوات الماضية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حققت إنجازات متتالية في مختلف الأصعدة التعليمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية لتحقيق أهداف رؤية 2030م نحو وطن طموح واقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي.
ختامًا..
يقول كلير لونان: «إن جابهك العدو بالشر فجابهه بالحكمة».