عبد الله سليمان الطليان
شهد معرض الكتاب هذا العام إقبالاً هائلاً يفوق كل الأعوام السابقة، وهذا يعد رقياً حضارياً في أن هناك من يعشق الكتاب رغم زيادة قنوات التواصل الاجتماعي التي تكاد تسيطر على الكثير في واقعنا، إلا أن هذا الإقبال يجعلك تشعر بأن الكتاب لم يفقد قيمته، والذي تنوع المعرض في طرحه عبر عناوين مختلفة في شتى العلوم والآداب، تنافست على نشره دور كثير من اثتنين وثلاثين دولة، وفعلا كان المعرض زاخراً بالمعرفة يشبه حديقة فيها كل صنوف الفاكهة، ولكن ماذا عكر هذا الإقبال من وجهة نظري هو المكان الذي أقيم فيه المعرض، فمع الازدحام الشديد للوصول إلى مقر المعرض وكثافة الحضور، كان المكان غير مناسب على الإطلاق رغم محاولة التنظيم التي اعتبرها متواضعة ولا أعني في داخل المعرض ولكن خارجه، حيث يعد الوصول إلى المعرض غاية في المشقة لوقوعه داخل منطقة ضيقة، وطريق واحد حتى الإرشادات إليه من لوحات مفقودة، ولو كنت قادماً من خارج العاصمة فعليك باستخدام (تحديد الموقع) وعند الوصول عليك الذهاب للمواقف عبر المرشدين الذين أشكرهم على مجهودهم، ولكن بسبب ضيق المكان الذي لا يتسع إلا لسيارة واحدة في بعض الأماكن يحدث أحيانا اختناق وفوضى، وعند الخروج نجد أنك ملزم بالعودة إلى برنامج (تحديد الموقع) وذلك لأن كل الطرق مغلقة وعليك بقطع مسافة كبيرة للخروج، أتمنى أن ينظر في الأمر لقد تخلينا سابقاً عن مركز المعارض، فلا بد من اختيار مكان بعيد عن العمران مفتوح ذي مساحة واسعة لمواقف السيارات وله مداخل متعددة يشبه في تصميمه إلى حد ما ملعب كرة القدم بعيداً يمكن الوصول إليه بكل أريحية، فمع زيادة الكثافة السكانية التي تشهدها العاصمة أعتقد أنه لا بد من التفكير في مكان مناسب يكفي لضخامة عدد الحضور مستقبلاً وكذلك يكون ذا تصميم هندسي متقدم يكون مشرفاً للبلد التي هي الآن في التحضير والإعداد لمعرض اكسبوا.