مؤيد خياط
قد نواجه يوماً ما مقطعاً سيئاً منتشراً لشخصية معروفة جيداً بالمجتمع في أحد مواقع التواصل الاجتماعي, ولكن هذه الشخصية عرفت بالسيرة الحسنة والأخلاق النبيلة, ولا سيما انتقاء المحتوى الذي ينشر بواسطة هذه الشخصية, ولكن هل فكرنا يوماً ما بما يُسمى بتقنية التزييف العميق (Deep Fake), هي إحدى تقنيات الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية التي تمتاز بقدرة معالجيه عالية التي تمكنها من خلط الرسومات الرقمية مع الصور الحقيقية لإنتاج مقاطع فيديو مزيّفة تبدو وكأنها حقيقية, وقد انتشرت العديد من هذه البرمجيات الخبيثة التي تؤثِّر سلباً على نزاهة استخدام الذكاء الاصطناعي وتشكِّل خطراً على خصوصية البيانات وحماية المنشورة منها على الويب, فهناك أيضاً قدرات لهذه الأدوات لمحاكاة نبرة الصوت لشخصية معينة أيضاً وليس فقط الصور والرسومات, وهذه البرمجيات قادرة على خلق العديد من المقاطع وخلط المشاهد واستبدال أوجه الشخصيات وأجسادهم وأيضاً خصائص وسمات الوجه, وصولاً إلى البيئة المحيطة والمكان الذي توجد به الشخصية والصوت أو الحديث الذي يصدر منه بهذا المقطع, يجب أن نعي جيداً أن هناك أدوات كثيرة توصل لها علم الذكاء الاصطناعي في محاكاة الرسوميات وإنشاء المشاهد والأصوات, بإمكاننا أن نحافظ على خصوصيتنا وعدم تعرضها للتزييف من قبل هذه البرمجيات الخبيثة عن طريق حفظ بياناتنا الشخصية وتشفيرها, وتجنب نشرها بأي وسيلة عامة والتي من المحتمل أن تكون مصدراً مهماً يقتات عليه محترفو البرمجيات الخبيثة.