عبده الأسمري
في خضم بحر «لجي» من المتغيِّرات يقتضي «الثبات» أمام موجات التغيير والتسيير الارتهان إلى «أصول» القيم والارتكان إلى «فصول» الهمم والتي تقي الإنسان من الوقوع في «غمة» السوء والارتقاء به إلى «قمة» السواء ليحصد الاعتزاز بالذات والإنجاز للسلوك..
* إنزال الناس منازلهم توجيه نبوي عظيم يفرق بين «مقامات» البشر في حاصل»العلم «وحصيلة «العمل» وهذا ما يفرق ما بين من يعتز بمحتوى «فاشل» تحول إلى «مادة» للسخرية مهما صفق له «السفهاء» وما بين «مثقف» أصيل يقدم لمجتمعه «معارف» جوهرية تبقى «واجهة» اقتداء لأصحاب العقول وللأجيال التي تستعد للكفاح وتنشد الفلاح وتحصد النجاح..
الغرور الذي ينتاب بعض المسؤولين ويتسلّل إلى ذواتهم بحكم المنصب «المؤقت» ويعزلهم عن «المحيط» الاجتماعي وينزع ما في قلوبهم من «إنسانية» ويصادر ما في سيرتهم من «مهنية» هو ذاته من سيرميهم في «دوائر» العزلة الحتمية مستقبلاً وسينحرمون من أهم مزايا «المعروف» وهي الدعاء المستديم والأثر الطيب والذكر الحسن!
لا تزال دورات التدريب لدينا تركز على «المعلومات» المعلبة و»النصائح» المجمدة في الكتيبات «المستوردة» و»الحقائب» البائسة منذ سنوات عدة.. في ظل تغيّر مفروض في السمات الشخصية للمتلقين وتسارع حياتي لا يتوقف لذا فإن أي «تدريب» أو «تأهيل» خارج أسوار «الابتكار» ما هو الأ مضيعة للوقت ومصادرة للجهد وتبديد للمال وإقصاء للمنفعة.. وفي ضوء ذلك يحتاج مجتمعنا إلى أن يغيِّر من «مفاهيم» اللهاث وراء الشهادات المجهزة والدورات المكررة سعياً لترقية دون معرفة وإتماماً لأمنية بلا مهنية.. التدريب الاحترافي يحتاج إلى «منهجية» تعتمد على التطوير وتتعامد على التجديد وبدونهما سيظل «تلقين» بائس و»حشو» مكرر و»نفع» ضائع!
إسداء المعروف مهمة «مستديمة» الصلاحيات فيها مفتوحة والقرارات وسطها ممنوحة.. تحتاج إلى «إنسانية» عميقة تشعر بالآخرين وتستشعر الغير.. لذا فإنه قيمة لا تتوقف يتشارك فيها كل البشر وقوامها نفس صافية وروح تقية وداخل مشع بالعطاء يظل صاحبه رقماً صحيحاً في «معادلات» الدعاء وناتجاً ثابتاً في «معدلات» العطاء..
الوطنية «انتماء» و»نماء» يرتبطان بهوية الإنسان في كل اتجاهات «المواطنة» الحقة التي تنبع من عمق «الهوية» إلى آفاق «الهيئة» في السلوك الذي يعكس مدى الارتباط مع مقوماتها والترابط مع مقاماتها لذا فإنها «رسالة» و»منهج» و»قيمة» تحتم أن يكون المواطن انعكاساً لوطنه في الداخل والخارج وأن يحافظ على «الوجه» المضيء للوطن والذي ينطلق من أصول «الدين» وفصول «التربية» وأن يبنى صروح «السمعة» من أركان «الالتزام» ومن أسس «الانضباط» وأن يعي بأنه صاحب «أمانة» مؤتمن على كل سلوك ومسلك وتصرف يمثِّل هويته وقيمته ويرتبط بوطنيته التي يجب أن يتجه بها دوماً إلى «منصات» التفوق..
* قبل زمن انتشرت فيديوهات ومقاطع لجهلة كانوا يكفرون بالنعم ويغسلون أيديهم بالعود ويسكبون العسل والسمن على الموائد ويجهزون الولائم الضخمة في «إسراف» مؤذ يثير الألم ويبدد النعم وينبئ بالنقم.. واختفت تلك «المناظر» المخجلة والمسيئة من «سفهاء» جاءتهم «النعم» وهم غافلون فحولوها إلى تفاخر وتعال وتنافس تحت مظلة «القبلية» المقيتة.. منذ أشهر انجلى الرماد برياح «السفه» وبدأ جمر الظاهرة يشتعل من جديد من صبية ومراهقين وشباب يلعبون على «وتر» القبيلة والتباهي «البائس» حتى في أدق تفاصيل حياتهم بمناظر تثير «البؤس».. هؤلاء هم «ورثة» الجهل الذي لا يزال يستعمر العقول رغماً عن «الرقي» و»التحضّر». لذا آن الأوان لمعاقبة كل «مسرف» يتباهى ببذخ «مصطنع» وهيئة «وهمية» لأنها تحمل في طياتها العديد من «الأخطاء» والكثير من «التجاوزات» على القيم والمجتمع والأجيال القادمة!
* نحتاج إلى مؤسسات مجتمع مدني عبر «جمعيات» متخصصة تعتني بالثقافة المجتمعية وتركز على تنقية المجتمع من «شوائب» الجهل وتوظّف معاني «الوطنية» وتعزِّز مفاهيم «الهوية» وتعلِّم كل الشرائح الاجتماعية أهمية المعرفة ورفع «الوعي» بخطر «التحديات» والعمل على توظيف ثقافة «التميز» في العلوم والموهبة والابتكار والتطور والانشغال بمبادرات ثقافية ووطنية كبرى تستغل طاقات «الشباب» وتستثمرها في صناعة الغد المشرق وتجذب نحوها كل «المهرولين» إلى ساحات «التقنية» دون حساب الخطوات ودون توخي المحاذير حتى نصل بمجتمعنا إلى المستوى اللائق به والذي يستحقه وفق ماض مشرِّف وحاضر بهيج ومستقبل زاهر..