عبد الله سليمان الطليان
لهاث وشراهة نحو البحث عن لقمة العيش بطرق مختلفة ومتنوعة في النهار والليل, أجساد في جهد وتعب يمضي عمرها وهي في معركة للبقاء وبحسب القدرة والطاقة الجسدية والتي يمكن أن تتعطل بفعل المرض والإعاقة وتقدم العمر الذي يعري تلك الأجساد ويقضي على حيويتها وطاقتها, ويجعلها تركن إلى السكون والصمت أحياناً, ويغار على فكرها النسيان وضعف الذاكرة و يغزوها السام والملل, وهذا يحدث إذا كان عامل الزمن هو السبب, أما إذا عدنا لتعطل الجسد بفعل المرض والإعاقة فسيكون الأمر مختلفاً.
المرض يجعل الحصول على لقمة العيش تتعثر أو تتعطل أحياناً, يمكن للجسد أن يخرج منتصراً بقدرة الشفاء من الله فيعود ويسير مع الركب, أو ينهك المرض الجسد ويطول في تكبيله حتى يغادر هذه الحياة, وقبل أن يرحل يعيش في دوامة من الأفكار تسبب له الاضطراب والقلق, والتي لن يخرج منها إلا عبر تأثير محيطه في داخل الأسرة أو خارجها, من خلال الترفيه وتغيير المكان حسب الاستطاعة, واللقاءات الاجتماعية الدورية والتي تنتشله من صراعه الفكري المزعج, وتبحر بنفسه إلى أجواء السعادة و التفاؤل, ولعل محيط الأسرة والأصدقاء هي الأساس ولها أثر بالغ وقوي في كسر العزلة والوحدة القاتلة, والتي يجب على أفرادها التحلي بالحكمة والصبر وعدم التضجر والضيق, وإعطاء المريض أقصى معاني الحب والرحمة والشفقة.
والإعاقة هي الأخرى في بعض حالاتها, والتي تأتي أحياناً مبكرة فيتعطل الجسد في ممارسة الحياة بشكل طبيعي, ولكن مع النمو هناك من يقاوم ولا يستسلم ويحاول التغلب على الإعاقة بشتى الطرق المتاحة, ويجاهد نفسه لكي يكسب لقمة العيش, وتكون له شخصية مستقلة قدر المستطاع, وهذا يحتاج إلى التشجيع والمؤازرة ليس من قبل محيطه بل من قبل المجتمع ككل, والتي دائماً ما نشاهد نماذج منها عبر وسائل الإعلام التي يجب أن يدعمها بقوة ليس من أجل التركيز على أسباب الإعاقة فقط ولكن نشر قصة نجاحها وجعلها مضرب مثل يقتدى بها لأنها توجد أملاً لأصحاب إعاقه أخرى, فأتمنى تكثيف برامج التغلب على الإعاقة بشكل كبير.
أخيراً أعي تماماً ان هناك الكثير ممن يسكن في داخله حب الخير يريد أن يقول لصاحب المرض أو الإعاقة لن تتألم لوحدك أو تحزن لوحدك فأنت في مجتمع يقول الرسول صل الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).