د.سماح ضاوي العصيمي
عامًا بعد عام تثبت المملكة العربية السعودية قدرتها على حفظ التوازن العالمي وتأهيل حواضن الاعتدال في شتى المجالات لا سيما مجال الطاقة وما يتصل بها من مصالح في حال السلم أو على أكثر الأصعدة العالمية التهابًا، وفي أجواء النزاع وتوتر التحالفات وحال انقلاب الأمزجة العالمية تغيرها؛ لا تزال تثبت السعودية أنها ذلك المرتكز الذي لا يتبدل أو يتحيز لمصلحة خارج ميدان المصالح العامة والقيم الإنسانية والدولية والدبلوماسية.
فالسعودية لها باع طويل في مواجهة الهجمات غير المنصفة والمتسقة مع أهداف مشبوهة وتحريضية، ومن المؤكد أنها لها احترافية عالية في طرح الحقائق كما هي أمام المجتمع الدولي وفي الوقت ذاته لديها المساحة الكبيرة في التشاور ودراسة الآراء مع الآخرين بما يخدم سكان هذا الكوكب في أهم نوافذ حياته ومصادر عيشه.
ويدرك الجميع ساسة واقتصاديين وإعلاميين وحتى المفكرين في ثقافة الأمم والشعوب، أن وجود السعودية على طاولة القرار العالمي هي إشارة للجدية والرأي الثابت رغم المحاولات المأجورة إيهام العوام بضد ذلك؛ يكون الواقع والحدث الميداني والزمن خير منصف للسعودية في مواقفها العالمية، فأحداث العالم السابقة أثبتت أن شطرنج الدول يتبدّل وفق مصالحه الخاصة، والأحداث الآنية أظهرت شراهة الحسابات الخاصة للدول على الصعيد الدولي العام، إلا أن السعودية هي فيصل الثقة وجرأة الحل وثباته في كثير من تراجيديا هذه الأحداث.
وعلى اعتبار السنن الإلهية التي تحكم حال الأمن العالمي في كثير من مسلمات الحياة، وأنه سبحانه وتعالى قد نبه مخلوقه الإنسان في شرائعه وعلمه أصول الوقاية وأساليب علاج كثير من آثار الظلم والاجحاف، وضرورة إعمال عقله وتفعيل نباهته ورؤيته البعيدة في كيفية استحكامه لإستراتيجيات القيادة وسبل البناء والعمارة وتطويرها، وزرع في قلبه وسلوكه حب توريث الحضارة لأجياله اللاحقة، قد امتزج ذلك كعقيدة روحية لدى السعودية مع خبرة التعامل مع الأحداث المتواترة والحدية عبر عقود طويلة والتعلم من كبوات وانعطافات؛ عمم بدوره مفهوم الثقة السعودية أمام العالم كمعيار ثابت يبعث على جميع الأطراف المتباينة الاتفاق على ثبات الرؤية السعودية وانصافها مهما تقاطعت المصالح واختلفت المقاييس، تبقى الإنسانية وخدمة شؤونها وتطوير جودة حياتها راية تخطيط وعمل مستمر لدى القيادة السعودية مما يحقق الازدهار والنمو الحضاري المختلف لدى مواطنيها وأمم الأرض.