عبدالعزيز بن سعود المتعب
للجمال بكامل أوجه تنوّعه حضوره الماثل في الشعر لكل متذوِّق وراصد وإذا ما كان الحديث تحديداً عن جمال الملامح -دون إغفال جمال الجوهر- فإن الشعر الفصيح وصنوه الشعبي منذ العصر الجاهلي إلى يومنا هذا أبقى لنا كلٌّ منهما أبياتاً كُتبت ربما بريشة لوحة الشعراء في هذا الشأن.. لِمَ لا؟ والشعر يُسَمّى (فن الشعر) يقول الشاعر النابغة الذبياني:
بيضاءُ كالشمسِ وافَتْ يَومَ أَسْعَدَها
لَمْ تُؤذِ أهلاً ولم تُفحش على جار
ويقول الشاعر جرير في وصف العيون الجميلة وتأثيرها الطاغي:
إن العُيون الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ
قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيينَ قَتلانا
ويقول الشاعر الأمير عبدالله الفيصل - رحمه الله:
كلٍ بعينه زين ويلا تبيّنت
كلٍ زهد في خِلقته ما بغاها
لو فات لك تسعين بالعمر ماشنت
في عين نفسٍ علّقت بك رجاها
ويقول الشاعر الأمير سعود بن محمد - رحمه الله:
تذبح بجيدٍ فيه رمحٍ من ألماس
له لفتةٍ خطرٍ على الروح منها
ويقول الشاعر أحمد الناصر - رحمه الله:
يا هايف الخصر روحي فيك مفتونه
والبعد يا صاحبي ما يرخص الغالي
ويقول الشاعر طلال الرشيد - رحمه الله:
ضاعوا اللّي جو معاها مسيّرات
وأقبلت تمشي تقل ما أحدٍ معاها
- وقفة: من قصائدي القديمة:
ما شافت عيوني مثل زينها زين
على كثر ما شافت الزين عيني
عيونها ليل ومعاني وجيشين
تذود قدّامه شمال ويميني
ومن فوقها ربي كساها هلالين
وأحلى بعد في لونهن أسوديني
وجبين صاير موقعه بين وقتين
الليل وشمسٍ ما اشرقت كل حيني
والخد وردٍ عابقٍ بالرياحين
يخاف من هب الذواري يحيني
وعنقٍ عسى ربي يجيره من العين
من ناظره مهما تقوّى يليني
وخصرٍ كساه الله من الزين واللّين
شكلٍ يُهول ويحرج الواصفيني
رقيقه أنعم من ورود البساتين
يا ليتها تدري بخافي حنيني