حميد بن عوض العنزي
** افتعال الأزمات ومحاولات الرمي بالأسباب على جهات أخرى أمر معروف بالسياسة وما قامت به أمريكا تجاه قرار أوبك+ القاضي بخفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يومياً يأتي في هذا السياق، ما تناقله الإعلام الأمريكي يحمل في طياته دلائل كثيرة ليس أقلها أن أمريكا العظمى بدأت تفقد شيئاً من حكمتها بعد أن تراكمت لديها - خصوصاً في حقبة بايدن- الكثير من المشاكل الداخلية بينما هي مشغولة بإشعال الفتن وبحقوق المثليين والدفاع الزائف عن حقوق الإنسان في مشارق الأرض ومغاربها بينما في شوارع أمريكا يسحل الإنسان دون أي حقوق في كثير من مشاهد العنف.
** دول أوبك بلس كما أن لها حقوقاً فإن عليها واجبات أيضاً وتأمين الطاقة بأسعار مناسبة للعالم أحد أهم واجباتها والحفاظ على توازن الأسعار هو الأساس الذي تبنى عليه القرارات كما أوضحت ذلك في بيانها الذي نفى الدوافع السياسية وأن الدافع الاقتصادي ثبتت صحته مع ما تشهده الآن أسواق النفط من انخفاض.
** المملكة أصدرت بياناً واضحاً وشفافاً وقطع الطريق على كثير ممن يحاول قلب الحقائق، وبادرت كثير من الدول الأعضاء بأوبك بتأييد قرار المملكة، وثبت على لسان مسؤولين في الإمارات والكويت والجزائر والعراق وغيرها من دول المنظمة أن القرار كان اقتصادياً بحتاً واتخذ بالإجماع، الأمر الذي ينفي كل المزاعم التي تروج لها وسائل إعلامية أمريكية بأن المملكة وحدها وراء هذا القرار، وما يصاحب ذلك من تهديدات كلامية لن تغير من الواقع شيئاً، لأن الخلل في الداخل الأمريكي وليس خارجه، والوعي الأمريكي يجب أن يستوعب أن الهيمنة وحدها لم تعد هي المتحكم بالعالم، عالم اليوم مبني على المصالح والتفاهمات ووفق توازنات دقيقة، فلكل بلد اليوم أوراقه ومصالحه ونقاط القوة التي تمكنه من اتخاذ قراراته وفق ما يراه مناسباً.