يغرق المرء في الداخل
لا الخارج
يشيخ في الداخل
يموت في الداخل
وما الخارج إلا قالبٌ دائم النمو
وينضح بالحياة ما بقي
لو أن المعجزات تحدث
ما زالت..
ستكون معجزتي الوحيدة
أن أستطيع يوماً
أن أشق بقلمي
بحر الأفكار المظلم
وأُدرك كنهه
قبل أن يُغرقني
أن أحرر أحلام الطفلة الصغيرة
قبل أن تكبر وتقتلني
فما حيلة العقل
إن كان هناك في أحشائه
بحرٌ من الأفكار المملوءة
بالأحلام الحية
لم يعد لوجودها مكان في الزمان
لم تعد ممكنة
فحضورها محض وهم
يراود الجسد
كرضاعة فتاة بالغة
لثديي أمها الميتة
لأنها ولدت يتيمة
لأنها لا تعرف ولن تعرف طعم الحليب
وظل مذاقه يعذبها
فليس لوجود تلك الفكرة
جسدٌ حَيّ الآن
والطفلة
غادرت موسم الرضاعة
ولكن ألا تلد الأفكار بعضها.
وتتكاثر بكثافة
لا تمت بل تبقى
وجميعها تبتغي النجاة
جميعها تريد الولادة الكُبرى
تريد حضن الأرض الأم
لتورث ما في جوفها من مشاعر
الصخب، الغضب، الخوف، الألم،
الحب، العطف
البكاء، الفقد، الوداع
جميعها أيضاً تريد خوض الاختبار
وهذا ما يسبب التصدع الدائم
ما بين الواقع وأللا واقع
ولا تزال ترفض
أن يشقها القلم
كعصا موسى
فيبلغ العاقل منها
أرضه الثابتة
لترسو على الأقل
فكرة واحدة تلتهم الضجر
تلتهم الكبرياء، الوحدة، الإنسانية
فكرة كتفاحة الجنة
تشبه السلام، النقاء، الطمأنينة
تصارع للبقاء على قيد الحياة
ينجو بها الإنسان من نفسه
فكرة
تتخطى الأمواج العالية
وتصل إلى الرمل
لتلفظ الكلمات الساخنة من جوفها
لا إلى الجحيم الأرضي
بل إلى الخير والشر
كلاهما يتحدان
لأن الحياة فعل مقاومة
لا تعرف العدل، الرحمة، العفو. دون غيرها
لأنها تصارع بعنف لتُبقي الشر والخير معاً
فتولد الكلمات طازجة على الورق
من حبرٍ أسود
تتلطخ بالوجود كما فعل الجسد
ألا يحق لها
أن تتحرر، أن ترسو بلا أمواج تدفعها
أن تكبر أكثر، أن تترك مهدها
وتتوسع
أليست المعجزات تحدث!
** **
- عُلا الحوفان
Twitter: ola29x